IMLebanon

جو النعسان وترامب المعتوه

 

أطلقَ رئيس الولايات المتحدة الأميركية العظمى دونالد ترامب (74 عاماً) على خصمه الديموقراطي جو بايدن ( 78عاماً) لقب ” جو النعسان” وذلك في خلال الحملة الرئاسية، كما شكك في لياقته الذهنية، في المقابل وصف بايدن فخامة الرئيس ترامب بالمعتوه. وغداً، أو بعد غد، أو بعد أسبوع، سينسى الرجلان ما تفوّها به، ويهنئ الخاسر الفائز بروح ديموقراطية صافية.

 

وقبل ثلاثة أعوام ونيّف شكك ترامب في لياقة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون الصحية، وأطلق عليها لقب “هيلاري المعوجّة” وباقة من الأوصاف كـ “الشيطانة” و”المحتالة” و”المجنونة”، في حين وصفت كلينتون خصمها بـ”المهرّج الخطير” و “الشخص القذر” ويوم جمعتهما مناظرة، واقترب منها، أثار فيها شعوراً هو مزيح من الفزع والتقزز. بعد إعلان فوزه، إتصل ترامب بالسيدة كلينتون و”هنّأها على حملتها المنظمة” إنه سلوك ديموقراطي.

 

لم تخلُ أي حملة انتخابية رئاسية من الحدة، فقد استخدم جورج بوش الأب كلبته ميلي في حملته الانتخابية في العام 1992 ووصفها بأنها اذكى من (البوزو) وهو لقب يطلق على الاداريين قليلي الكفاءة، وقال أكثر…إنها أذكى من بيل كلينتون وفي الثالث من نوفمبر عام 1992، خرج ليعترف بهزيمته أمام خصمه حاكم أركنساس بيل كلينتون. ومما قاله بوش: “لقد قال الشعب كلمته، وأنا أحترم الديموقراطية وأقدم التهنئة لخصمي كلينتون وأتمنى له كل التوفيق في البيت الأبيض، فهناك عمل هام يجب عليه القيام به وأميركا يجب أن تكون دائما في المقدمة، لذا علينا الاصطفاف حول الرئيس الجديد”. وترك بوش رسالة لخلفه في البيت الأبيض أعتبرت درساً في الاعتراف بالهزيمة السياسية وتقبلها بصدر رحب.

 

وعاش بوش الأب، ليسمع بطلبتي أذنيه، من ينعت ابنه بـ”أغبى رئيس جمهورية عرفته أميركا” (حتى تاريخه). وهنا في بيروت إن قال أحدهم أن الرئيس إميل لحود بطل في 200 متر فراشة على سبيل التفكّه، ينبري من يتهمه بالتجديف على قدسية المقام!

 

ذات عصر، فكر الأميركيون بتصدير “ديموقراطيتهم” إلى العالم العربي، بعد سقوط أعتى الديكتاتوريات، فسمعوا من يقول لهم: لنا ديموقراطيتنا ولكم ديموقراطيتكم. ولدينا نموذج صارخ وطليعي في سوريا، فقبل ستة أعوام أجريت إنتخابات رئاسية في سورية نافس فيها حسان الدوري،( كان وزيرا للتطوير الإداري) الرئيس بشار الأسد على المنخار ولم يوفق، وخاض الإنتخابات تلك مرشح ثالث راح فرق عملة.

 

ولدينا النموذج المصري والفلسطيني والعراقي… ولدينا ما يكفي من الغرور والصفاقة لننتقد ديموقراطية رائدة وعريقة قدمت للعالم لنكولن وآيزنهاور وروزفلت وقد توصل جو النعسان أو تبقي على ترامب المعتوه!