IMLebanon

حادث السفارة الأميركية نموذج فاضح عن النزوح

 

 

تبقى حادثة الاعتداء على السفارة الأميركية في عوكر نموذجاً فاضحاً عن تدهور أوضاع هذا اللبنان الذي حوّله الاستلشاق حيناً والمصالح الآنية الذاتية طوراً والتواطؤ في كل حين الى دولة فاشلة بكل ما للكلمة من معنى، بحيث لم يبقَ في هذا البلد، المنكوب بقرطة الزعران والمارقين والفاسدين، أي معلَمٍ من معالم الدولة ولا حتّى أي معنى من معاني الوطن، في زمنٍ يبدو اللبنانيون وكأنهم استسلموا الى هذا الانهيار المروّع الذي ليس ثمة مؤشرات أو دلائل على أنه سينتهي في المستقبل المنظور.

إن إقدام رهط من النازحين السوريين على إطلاق النار، على مقر سفارة الولايات المتحدة الأميركية في عوكر هو أيضاً ليس مفاجئاً لذوي البصيرة، إذ إنه يأتي في سياقٍ «طبيعي» للحالة الشاذة التي أوصلنا إليها جيل سياسي ملعون «نجح»، وبامتياز، في تدمير مقوّمات الصمود لهذا الوطن، ليحولوه الى هذا المسخ، ذي «الحيط الواطي» جدّاً فبلغ الى الوضع المزري في عناصر قوته ومميزاته كلها التي كان يتمتع بها وينعم فيها شعبه وسائر قاطنيه وزواره على حدٍّ سواء.

وكان في ودّنا أن نطرح على معالي وزير الداخلية القاضي بسام المولوي، وعلى سواه من المسؤولين العسكريين والأمنيين، السؤال ذاته الذي بادر معاليه الى طرحه، أمس، اثر الاعتداء على السفارة الأميركية، بعد تحديد هوية مرتكب الاعتداء، وهو: كيف تمكّن هذا النازح السوري أن ينقل سلاحه والمتفجرات، من عنجر الى عوكر، وقد مرّ على حواجز عديدة؟ ونأمل أن يكون وزير الداخلية قد تمكن من الحصول على جوابٍ لهذا السؤال الذي كان على كل شفة ولسان. ولقد اكتمل النقل بالزعرور بعد مداهمة منزل شقيق الجاني (وهو داعشي مثل أخيه) حيث عُثر على أدوات لتصنيع المتفجرات.

والمضحك المبكي في هذا الموضوع أن الأميركي، مثلَهُ مثَلُ الأوروبي، يعارض بقوة عودة النازحين الى بلدهم، أو ترحيلهم من لبنان الى بلد ثالث…

في هذا الوقت يطل علينا كويتبٌ من هنا وصويحفٌ من هناك وبويحثٌ من هنالك (…) ليهوّلوا بالحرب الشاملة التي سيشنها العدو الاسرائيلي على لبنان، وبلغ بهم الأمر حدّ تعيين اليوم الخامس عشر من شهر حزيران الجاري موعداً للأهوال، وكأنّ كلّ واحد من هؤلاء الأماجد ينام على مخدّة السفّاح بنيامين نتانياهو الذي أسرَّ إليهم، على حدة أو كمجموعة، بمكنونات مخططات عدوانه.