IMLebanon

واشنطن وباريس: “مش ماشي الحال” 

 

 

بين تهديدات “اسرائيل الميدانية”، وبشرى كبير مستشاري الرئيس ترامب للشؤون العربية والشرق اوسطية، تتضح يوما فيوما صورة المقبل من الاشهر لبنانيا، المستوحاة من كلام الرئيس ترامب الاخير نفسه، ورسالته الموقعة للبنانيين، بعدما قلب وصول الجمهوريين الى البيت الابيض، لتعود معهم عقارب الزمان الى حيث توقفت عام 2017. ضمن هذا الواقع تندرج العلاقة الاميركية – الفرنسية، وتجليات صراعها على الساحة اللبنانية، في ظل انقلاب التوازنات والتحالفات.

 

انطلاقا من ذلك، بدأ يطفو الى سطح الاحداث خلاف اميركي – فرنسي له اكثر من عنوان، يشكل لبنان ساحته، اضافة الى غزة وسوريا، في ظل اجندات متضاربة الاهداف والمصالح، يزيد من بلتها الكيمياء الشخصية “غير الراكبة” بين الرئيسين دونالد ترامب وايمانويل ماكرون، الذي جاهر اكثر من مرة بالتزامه بالرئيس بايدن وسياساته.

 

فواشنطن بهويتها الجمهورية “لم تبلع” يوما الدور “السيىء” الذي مارستته ادارة الرئيس ماكرون ضد الخطط الاميركية، بعيد اندلاع “ثورة تشرين الثاني”، وقبلها، “تذاكيها” في ايصال مرشح الممانعة العماد ميشال عون الى بعبدا، على ما يروي فاعلون في ادارة ترامب، معتبرة ان السياسة الفرنسية، التي انطلقت من “التفاهم” مع الثنائي الشيعي، فوتت فرصة كبرى على اميركا لاحداث “تغيير ابيض” في لبنان، دفع الجمهوريون ثمنه في مكان او آخر، عندما صوت اللوبي الكاثوليكي لمصلحة وصول الرئيس بايدن الى البيت الابيض.

 

ويشير المقربون من ترامب الى ان ابرز الملفات الخلافية لبنانيا، بين باريس والادارة الاميركية الجديدة، يمكن اختصارها، بثلاثة:

 

– ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، حيث يسعى الفرنسيون بكل جهدهم الى تمرير الاستحقاق قبل وصول بايدن الى البيت الابيض، في اطار”صفقة” عرابها رئيس مجلس النواب، حيث تمارس باريس سلسلة من الضغوط على الاطراف الداخلية المعارضة، حيث تندرج في هذا السياق، زيارة ماكرون الى السعودية ومحاولة اقناع ولي العهد الامير محمد بن سلمان “بممارسة تأثيره” في اللاعب السني من جهة، ودعوة البطريرك الماروني الى باريس بغية اقناعه بوجهة نظر “الام الحنون” تجاه الاستحقاقات اللبنانية، والتي كلفت حتى الساعة “نفورا مسيحيا” غير مسبوق تجاه فرنسا.

 

– الملف الثاني مرتبط بموضوع الجيش اللبناني وخطط تسليحه وتحديثه، حيث تحاول فرنسا ان “تفتح على حسابها” في محاولة متجددة لتخطي المجالات المخططة لها، تماما كما فعلت سابقا، وادى الى انكشاف صفقات كانت من اسباب الاطاحة بمنحة ثلاثة المليارات السعودية، وهنا اعاد ماركون الكرّة، وحاول من جديد اعادة تفعيل هذه المنحة، على الاقل جزء منها، لتمويل مشروع يعمل عليه لتسليح وتجهيز الجيش اللبناني، تحت غطاء “مؤتمر اصدقاء لبنان”. امور تعتبرها واشنطن، وبالتحديد ادارة ترامب من الخطوط الحمر، وهو ما ادى في الخلاصة الى نهاية غير ايجابية للزيارة الفرنسية الى الرياض.

 

– الملف السياسي، حيث ربطت فرنسا، وتحديدا حكم ماكرون شبكة من العلاقات بالطبقة السياسية الحاكمة، قائمة على تبادل المصالح على حساب المؤسسات، حيث الحديث عن عشرات الصفقات والتسويات التي جاءت لمصلحة حماية استمرار الطبقة الحاكمة مقابل صفقات مشبوهة.

 

– الملف الاقتصادي، حيث نسجت باريس منذ ما بعد تفجير مرفأ بيروت، شبكة علاقات سياسية استثمرتها اقتصاديا على خطين: الاول من خلال دخولها سوق الغاز اللبناني، عبر شركة “توتال”، والتي عادت واشنطن وامسكت بالتفلت الذي حصل، والثاني ارتبط بالساحل اللبناني وتحديدا المرافئ، مع ما رافق ذلك من صفقات.