IMLebanon

جنرال أميركي: ليبيا الآن دولة فاشلة

عن الوضع في ليبيا وخصوصياته أجاب الديبلوماسي السابق المهم نفسه والمتقاعد منذ سنوات بعد تعاطيه من خلال “إدارته” المهمة إياها داخل الادارة الأميركية مع التطورات العربية المهمة التي حصلت منذ عقود ولا يزال، قال: “في ليبيا طبعاً مصالح تتصارع على السلطة. أيام النظام الملكي لم تكن هناك مشكلات. والعقيد الراحل القذافي قضى، بعدما تسلّم السلطة بانقلاب عسكري، على إمكانات قيام دولة في بلاده ومؤسسات وطبقة سياسية وما إلى ذلك. عندما سقط أو أُسقط وقع المحظور. إذ انتشرت الميليشيات المسلحة التي كان همّها ولا يزال السلطة والمال. لم تنجح الأمم المتحدة حتى الآن في التوصل الى تسوية رغم احتمال نجاح تأليف حكومة “وطنية” (حصل ذلك). الجميع يقولون نريد الحلّ. وعندما تتوصل الأمم المتحدة إلى مشروع سياسي أو حلّ سياسي يدرسونه ثم يرفضونه. لا يمكن أن تستمر الحال على هذا المنوال. يفكر الليبيون أو بالأحرى هم مقتنعون بأنهم أغنياء (بسبب النفط)، لكنهم لم يعودوا كذلك. ليبيا مهتمة أو يجب أن تهتم بالحصول على مساعدة من أوروبا لتخفيف اعتمادها على النفط والغاز الروسيين. الآن تصدير النفط من ليبيا متوقف. وأسعاره انخفضت الى حد كبير. هناك شركات وأشخاص يهرّبون إلى ليبيا كل أنواع البضائع ويحققون ثروات ضخمة، ولا مصلحة لهم في وقف الحرب أو في التوصل إلى تسوية سياسية للوضع”.

كيف يمكن مساعدة ليبيا على الخروج من وضعها الصعب والتعِس الآن؟ سألتُ. أجاب: “على الدول المجاورة مثل تونس والجزائر ومصر العمل منفردة أو مجتمعة لمساعدة ليبيا على حل مشكلاتها، لكن ليس هناك تفاهم بينها على ذلك. كل دولة تعمل لوحدها. وهي قد تضطر في النهاية إلى التعاون فيما بينها. علماً أن الليبيين لا يرحبون بأي تدخل وخصوصاً إذا كان شقيقاً أي عربياً ومسلماً. والسبب خوفهم من الطمع بثروتهم. هناك مطالبة لأميركا ولأوروبا بالتدخل العسكري. الكونغرس الأميركي لا يريد أن تتكبّد بلاده نفقات أي تدخل عسكري. هذا فضلاً عن أن موقفه المبدئي هو عدم إرسال قوات برية إلى خارج البلاد. إذا أرادت أوروبا وتحديداً إيطاليا التدخل في ليبيا فإن أميركا مستعدة لتأمين السلاح الذي تحتاج إليه للنجاح في مهمة كهذه، إذا كانت لا تمتلكه طبعاً، لكن بشرط أن تدفع ثمنه. في أي حال تجد ليبيا نفسها الآن أمام طريقين، الأولى التوصل إلى تسوية سياسية وإعادة بناء الدولة. والثانية التحوّل دولة فاشلة. ويبدو ويا للأسف أن حظوظ تحوّلها دولة فاشلة أكبر. قائد القوات الأميركية في أفريقيا (اي القوات التي تهتم بهذه القارة – AFRICOM) وهو جنرال وجّه إليه السيناتور ليندسي غراهام في جلسة استعلام واستفسار في الكونغرس السؤال الآتي: هل ليبيا دولة فاشلة؟ فأجاب بصوت أجشّ: نعم إنها كذلك”.

علّقت: يتردد أن ليبيا ستكون مكان تجمُّع “الدواعش” بعد طردهم من سوريا والعراق وربما المقر الجديد لدولة الخلافة الاسلامية. ردّ: “أعتقد أن “داعش” لن يستمر كـ”القاعدة”. فهذا الأخير تنظيم إرهابي سرّي. أما “داعش” فهو تنظيم علني يسعى إلى إقامة دولة ومؤسسات ولديه مداخيل عالية كثيرة. لذلك فهو لن يدوم طويلاً أو إلى الأبد. احتمال ضربه والقضاء عليه وارد وكبير. في اي حال فإن ضرب “الرقة” السورية وإخراج “داعش” منها وطرده من الموصل العراقية قد يوجّه مقاتليه إلى ليبيا. وسيشكّل ذلك خطراً كبيراً على شمال افريقيا والسودان ومصر كما على جنوب أوروبا وعلى دول أفريقية غير عربية (مالي والنيجر وغيرهما). اذا حصل ذلك تصبح دولة فاشلة مئة في المئة. طبعاً الصومال اختارت أن تصبح دولة فاشلة بسبب رفضها التدخل الخارجي. ليبيا قد تصبح كذلك أيضاً بسبب رفضها التدخل الخارجي ولأسباب أخرى. وخطرها سيكون كبيراً لأن حدودها واسعة ولا يمكن ضبطها”. تابع الديبلوماسي الأميركي المهم السابق نفسه: “في أي حال هناك معلومات تفيد أنه إذا نجحت مساعي الأميركيين والروس والأتراك في مساعدة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لجمع النظام السوري والمعارضين له، ولاقناعهم بتشكيل حكومة وحدة وطنية أو أي إتفاق آخر قد يكون قريباً من اتفاق الطائف اللبناني، تُفيد أن ذلك قد يدفع أميركا وروسيا وتركيا إلى القيام بعملية عسكرية في الرقة السورية وتحريرها من “داعش”.

كيف تقوّم التدخل الروسي في سوريا: سألتُ. بماذا أجاب؟