سوف يُـحْكَى الكثير، ويُكْتب أكثر… لكن النتيجة واحدة انه لا رئيس للجمهورية اللبنانية إلاّ بعد اتفاق أميركي – إيراني.
لماذا نقول هذا الكلام؟ بكل بساطة فلننظر الى ما حدث في موضوع الترسيم بين لبنان وبين العدو الاسرائيلي.. بكل صراحة نقول: إنّه لولا التدخل الاميركي بقوة، ولولا حاجة أوروبا للغاز ليكون بديلاً من الغاز الروسي، لما تشجعت أميركا وأوفدت ممثلاً شخصياً هو آموس هوكشتاين لإنجاز المهمة، وبالمناسبة فإنّ هذا الوسيط يهودي، تدخل بشكل واضح وصريح منحازاً لإسرائيل، هكذا تتم الأمور… ولكن للأسف، الجميع لا يعترفون بهذا الأمر، والجميع يدّعون البطولات، والجميع يجيّرون هذا الانتصار لجهة معيّنة، كل واحد يجيّره لنفسه.
ولكن الوحيد الذي لا يحق له أن يقول كلمة واحدة هو الرئيس السابق ميشال عون، لأنه كان نائماً خلال كل المباحثات، وأنّ الذي اتخذ القرار هو الذي يوجد في ضاحية القصر.
اليوم يبدو أنّ الجميع يطالبون بانتخاب رئيس للجمهورية، والجميع يتمنون أن يصلوا الى هذا الموقع، والجميع يخترعون سيناريوات وأفلاماً بعضها بوليسي والبعض الآخر يقدّم أفلاماً دونكيشوتية.
لكنّ هناك معاقاً حقيقياً على صعيد الشكل، وأكثر إعاقة على صعيد المضمون.. هذا المعاق يظن أنه مؤهّل ليكون رئيساً للجمهورية، ناسياً أو متناسياً أنّ الصدف وحدها هي التي جاءت به الى المسرح السياسي، إذ لا يوجد عنده الحدّ الأدنى من المؤهّلات المطلوبة ليكون شخصاً مهماً في السياسة.
على كل حال، لا «يحرز» أن نتكلم عنه، لأنّ الحظ جاء به صدفة ورحمة من ربّ العالمين أخذته المقادير فاستراحت البلاد واستراح العباد منه، على كل حال، سوف تأتي انتخابات قريبة وسوف يرى ماذا سيكون مصيره، خاصة إذا ظلت خصوماته كما هي اليوم، إذ لم يعد هناك فئة سياسية واحدة تقبل أن تتعاون معه.
هناك زميل صحافي محترم مخضرم أجرى حديثاً مع مدّع انه صاحب أكبر كتلة «وهمية»، إذ لم يحصل إلاّ على سبعة نواب من أصل 21 في كتلته، وهذا كان بمساعدة الحلفاء والأصحاب والوساطات والتعيينات والوعود، إذ قال للصحافي المحترم إنّ الـ»I.Q.» عنده ضعيف، هكذا وبكل وقاحة، فإنّ ما قاله المتكبّر «المتعجرف» كان مثال قلة الاحترام، وبما ان الصحافي يحترم نفسه لم يتصرّف إلاّ بأخلاق عالية تاركاً الوجه الحقيقي لهذا المتعجرف.
أكثر ما أضحكني عندما سمعت ان هناك محاولة لجمعه مع زعيم سياسي كبير محترم، وأنه سوف يكون هناك تدخل من الخارج، كي يجمعهما ويحاول التوسّط بينهما.
يبدو أنّ الذي يتحدّث بهكذا سيناريو، لا يعلم الناس جيداً، ولا يعرف كيف يتصرّف الزعماء الحقيقيون غير المزيفين.
وبالمناسبة فإنّ هناك شروطاً تعجيزية وضعها المتعجرف خاصة وأنه يظن انه لا يزال في القصر متناسياً أنّ ذلك الصبح من الماضي وأنّ الذي مضى مضى.
أما ماذا عن بقية القوى السياسية الموجودة، وكيف ستتعامل مع هذا الاستحقاق… فأقول بصراحة: «إني أظن ان هذا الموضوع أكبر منهم. خاصة وأنّ هناك وضعاً سنّياً ضعيفاً جداً… لأنّ نتائج الانتخابات أظهرت أنّ قادة أهل السنّة صاروا مبعثرين».
أما بالنسبة للدور السعودي، فإننا نستطيع القول إنّ المملكة أخذت قراراً بأنها لا تريد أن تتدخل في لبنان، إلاّ بعد خروج «الحزب» منه، ما يعني ان عليها أن تنتظر، ولا نعرف متى، فقد تطول المدّة وقد تقصّر، ولكن الجواب عند المملكة.