Site icon IMLebanon

التصعيد الأميركي – الايراني:  أي خيار للبنان؟

 

لبنان ليس خارج التأثر بالعقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على ايران بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي. لا في الاطار المالي والاقتصادي، حيث يهدّد الرئيس دونالد ترامب بمعادلة مؤذية: أي جهة تتعامل تجاريا مع ايران لن يكون بامكانها التعامل تجاريا مع الولايات المتحدة. ولا في الاطار السياسي، حيث العقوبات سلاح في صراع جيوسياسي نحن من مسارحه وجزء منه. ولا في اطار المناخ الاستراتيجي المتغيّر في المنطقة منذ ما سمّي الربيع العربي وثوراته التي بدأت تحت شعار الحرية والخبز والكرامة وانتهت بتسلّط الاسلام السياسي المتطرّف والارهابي والخيار بين داعش أو العسكر في رعاية القوى المحلية والدولية.

وكما في التصعيد الجديد الذي قد يقود الى صدام كذلك في التفاوض الذي قد يفتح باب التفاهم: لبنان يتلقى الانعكاسات. ففي التصعيد دور لا مهرب منه لحلفاء ايران اللبنانيين، سواء على طريقة المشاركة في حرب سوريا أو على طريقة أخرى، مع ما يصاحب ذلك من مواقف لقوى لبنانية كانت ولا تزال ضد النفوذ الايراني. وفي التفاهم الذي يصعب أن تغيب عن مرافقته روسيا وأوروبا ودول عربية شيء من كبح النفوذ الايراني في لبنان كما في سوريا، وشيء من اعادة التوازن الى علاقات لبنان الاقليمية والدولية.

 

والمفارقة ان مفتاح الحل هو مفتاح الأزمة. فالآلية المطلوبة بالاجماع لمواجهة هذه التحديات هي الحكومة. والتحديات المفروضة علينا هي التي تدفع أكثر من طرف الى تعطيل تأليف الحكومة. كيف ولماذا؟ الأجوبة متناقضة تبعا لتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن التعطيل. لكن الواقع واحد وناطق.

ذلك ان الكل يعرف ويقول ان لبنان في حاجة الى حكومة متوازنة قادرة على ادارة موقفه وموقعه في مرحلة اللايقين حول ما تنتهي اليه الصراعات الاقليمية والدولية التي أضيف اليها الصراع المتجدد بين أميركا وايران. وأوضح مهام الحكومة سدّ أبواب الأخطار على لبنان وتوسيع نوافذ الفرص المفتوحة أمامه منذ مؤتمر سيدر. فضلا عن المهام الداخلية الملحة التي عنوانها الاصلاح المالي والاقتصادي ومكافحة الفساد وايجاد حلول للنفايات والماء والكهرباء. والكل يعرف، وان لم يعترف هذا الطرف أو ذاك، ان ما يعرقل التأليف هو أمران: أولهما استخدام فريق كل الحيل الممكنة للاسراع في تركيب حكومة تعكس انتصار طرف على آخر، وهو أمر صعب. وثانيهما الرهان على الوقت في انتظار أن تتبلور صورة المشهد المتغيّر في المنطقة، بحيث يصبح التأليف متوازنا، وهذا أمر خطر.

والحلّ كان أمامنا منذ البدء.