لم يفاجأ مسؤولون غير مدنيين بإعلان الرئيس باراك أوباما تقديم كميات جديدة من الأسلحة الأميركية الى القوات المسلحة اللبنانية لا سيما من النوع الذي يفيد العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب، وأجهزة فائقة الحداثة لاستعمالها في عمليات التقصي عبر الرقابة والرصد. ولا ينكر متابعون عمليات تفكيك الخلايا الارهابية أهمية الأسلحة الأميركية الخفيفة التي يتسلمونها في أوقات مختلفة لاستعمالها أيضاً في المداهمات لعناصر ارهابية. وقد فسروا إعلان البيت الأبيض عن الدعم الجديد من الأسلحة للبنان بالتزامن مع انعقاد مؤتمر فيينا 2 بأن الغاية إعطاء نموذج للمشاركين فيه عما تقوم به واشنطن للبنان الذي تتصدى أجهزته المختصة لمحاولات “داعش” و”النصرة” التسلل إليه من جرود عرسال عبر عمليات هجومية ضد مواقع للجيش اللبناني الذي نجح في التصدي ببسالة بالمدفعية البعيدة ويفشّل أهدافهم. وتمنوا لو أن وزارة الدفاع الأميركية تمدّ الجيش اللبناني بمقاتلات لتوفير الغطاء للقوة البرية وإنهاء احتلال التنظيمين الارهابيين لجرود عرسال.
وفي السياق لا ينكر العارفون بشأن تسلح الجيش منذ بدء وصول مسلحي “تنظيم الدولة الاسلامية” و”النصرة” الى جرود عرسال ان مخازن الجيش الاميركي ترسل كميات كبيرة من الصواريخ البعيدة المدى والقذائف بوفرة وبسرعة لدى طلب القيادة المسؤولة منها. وتجدر الاشارة الى تلبية الحاجة الى الاسلحة لدى وقوع الهجوم على الجيش في عرسال ومحيطها في 7 آب 2014 الامر الذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوفه وعسكريين محتجزين حتى الآن لدى التنظيمين.
ولامت قيادات سياسية واشنطن لترك الجيش اللبناني يخوض المعركة ضد ارهابيين في جرود عرسال من دون ان تسلمه ما يحتاج اليه من مقاتلات أميركية بذريعة عدم اغضاب اسرائيل التي تتخوف من استعمال سلاح الجو اللبناني ضدها. واعتبرت ان المقاتلات التي تسلمها للجيش للقيام بعمليات عسكرية محدودة لم توفر للجيش بعد إمكان اقتحام جرود عرسال والقضاء على الارهاب “الداعشي” والذي يُعدّ الخطر الحقيقي بفعل الاضطراب الذي يثيره في عدد من قرى البقاع الشرقي، خصوصا ان مسلحي التنظيم لم يترددوا في محاولة إيقاع الفتنة المذهبية التي سارعت القوات العسكرية الى وأدها بسرعة.
ولفتت المصادر إلى ان أسلحة الطيران العالمية من روسية وأميركية وسواها التي تشن هجمات على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية حيث يسيطر على أجزاء من سوريا، لم تتوسع لتطاول مواقعه في جرود عرسال. وأحد المسؤولين أوضح لـ”النهار” ان على لبنان أن يطلب من قيادة التحالف الذي تتزعمه أميركا، أو من روسيا توجيه ضربات الى مواقع الارهابيين لكنه لا يفعل حتى الآن حفاظا على حياة العسكريين المحتجزين لديهم، وهذا الوضع يبقي جبهة الارهاب مفتوحة مع الجيش في جرود عرسال الى حين إنقاذ هؤلاء وإعادتهم إلى ذويهم وثكنهم.
وأفادت ان لبنان لم يستفد إلى الآن من أسلحة الجو التي تزدحم في الفضاء السوري لقصف مواقع “داعش”، الا ان اجهزة الاستخبارات المتخصصة في مكافحة الارهاب العالمية من اميركية واوروبية وعربية تمد الاجهزة اللبنانية ليس فقط بأجهزة الكترونية لرصد التحركات ومراقبة الهواتف الخليوية، واسلحة متطورة في عمليات المداهمات لمخابئ الارهابيين، إنما تمد الاجهزة بمعلومات استخبارية تفيد كثيرا في تفكيك الخلايا الارهابية، ويقدر مسؤولون دوليون عاليا اداء الاجهزة اللبنانية لمكافحة الارهاب لما تحققه من كشف للخلايا وتعاون يفيد بعض الدول ومنها أوروبا.