Site icon IMLebanon

الموقف الأميركي والتضامن الوزاري

 

يختلف مراقبو الحكومة في نقطة جوهرية، هي في الرد على السؤال الآتي: هل سيصمد التضامن الوزاري أو  لن  يصمد؟

 

فريق يقول إن الوزراء لا يملكون، في معظمهم، القرار فهذا يأتي من مرجعياتهم، وبالتالي فهم إذا انسجموا مع زملائهم الآخرين فلأن المرجعيات قضت  بالانسجام، وإذا لم يفعلوا فللسبب ذاته.

 

فريق آخر يقول إنّ هذه الحكومة «بُنيت على زغل» وبالتالي فهي معرضة للهزات في كل لحظة.

 

فريق ثالث يقول: إنّ بذور الصراع الحكومي موجودة في مختلف القضايا التي ستكون مدار بحث في مجلس الوزراء الذي يبدأ نشاطه الفعلي الأوّل، بعد نيل الثقة الكبيرة، اليوم الخميس.

 

فهل ينكر أحد الخلاف في ملف الكهرباء؟ أو في ملف النفط والغاز؟ أو في ملف قطع الحساب؟ أو في ملف النزوح السوري وعودة النازحين؟ أو في أي ملف آخر وأبرزه المستجد عبر إعلان السفيرة الأميركية من السراي الكبير عن استياء واشنطن من «تمادي دور حزب الله» في الحكومة.

 

فريق رابع يقول: الموضوعات والمسائل والملفات الخلافية ليست جديدة. والأطياف التي وافقت على أنّ تتعايش داخل الحكومة لا يفاجئها هذا الكم من القضايا الخلافية. وبالتالي ليس ثمة أعذار وتبريرات لكي لا يصمد التضامن الوزاري.

 

إلاّ أنّ هذا الواقع لا يعني أنّ المؤثرات الخارجية والإقليمية قد لا تفعل فعلها في التأثير على مجريات الأمور الحكومية.

 

وهذه المؤثرات لا تزال فاعلة وربّـما تؤدي الى زلزال على ما حذّر منه الرئيس نبيه بري في حديثه الى نقيب وأعضاء مجلس نقابة الصحافة إذا لم يتم التوصل الى حل سياسي في سوريا وفي اليمن أيضاً.

 

ويبدو أن كلام السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد حول دور حزب الله ترك تأثيراً فورياً وإن كان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أعلن أن ما قالته السفيرة لا يدعو الى القلق… إلاّ أن رئيس القوات حصر الالتقاء بين حزبه وحزب الله في «التقنيات».

 

وفي المعلومات أن غير طرف من أطراف 14 آذار ممن كانوا يتجهون  الى فتح حوار ما مع حزب الله أخذوا يفرملون مسارهم بعدما توقفوا طويلاً عند التصريح الأميركي خصوصاً أنه صدر إثر لقاء مسز ريتشارد مع رئيس الحكومة سعد الحريري.

 

وقد تساءل غير طرف عن التناقض المستجد في الموقف الأميركي من الوضع الحكومي وليس من حزب الله. إذ سبق، إثر تشكيل الحكومة، أن صدر غير تصريح لمسؤولين في واشنطن فإستنتج المعنيون اللبنانيون أن الجانب الأميركي لا يعارض حكومة فيها حزب الله، وأنها ستتعامل معها على قاعدة أعمالها، وبالتالي فهي لن تتخذ مواقف مسبقة. أي ما يعرف بــ«التعامل بالقطعة» ولكن المفاجأة أن السفيرة الأميركية تحدثت عن «دور» وسلوك الحزب في الحكومة من قبل أن يبدر  من هذه التشكيلة الوزارية أي موقف، وحتى من قبل أن تعقد أي اجتماع فعلي، كمثل الذي ستعقده اليوم لوضع برنامج عمل وروزنامة مواعيد.

 

فهل من سرّ جديد في هذا الموقف الأميركي؟ أو إنه تحصيل حاصل؟ ذلك هو السؤال.