Site icon IMLebanon

بايدن ينقذ نتانياهو ويكسب أصوات اليهود في معركة الانتخابات الرئاسية  

 

 

لا شك ان تدخّل قوات الولايات المتحدة الاميركية أنقذ إسرائيل من عملية عسكرية كبرى كانت تهدّد وجودها لو أن قسماً من الطائرات المسيّرة وعددها 300، وقسماً من الصواريخ وعددها 200 صاروخ سقط على حيفا أو تل أبيب… ولو ان قسماً منها سقط داخل الدولة العبرية لكانت النتائج كارثية أقلها: مئات من القتلى وتدمير عدد كبير من المباني.

 

ولكن حظ إسرائيل كما يقولون «بيفلق الصخر»… فقد استطاعت أميركا وبالتنسيق مع إيران، أو بالأصح مع «نظام الملالي» أن تُبْقي هذه العملية بعيدة عن فلسطين المحتلة، باستثناء الصاروخ الذي سقط سهواً في صحراء النقب وجرح طفلة.

 

هذه العملية… أعطت اليهود أملاً في البقاء في فلسطين المحتلة. وفي المقلب الآخر، فإنّ هذه العملية أضرّت ضرراً كبيراً بالقضية الفلسطينية، وانتقل التعاطف الدولي من الفلسطينيين الى اليهود، خصوصاً ان الإعلام العالمي صوّر ان اليهود مُعتدى عليهم من قِبل نظام إسلامي متطرّف لا يفهم إلاّ بلغة القتل والتدمير… كما حصل في أفغانستان، وكما حصل من قبل «داعش» في العراق وفي سوريا، وحتى في لبنان. لذا فإنّ العملية العسكرية الايرانية التي هي في الحقيقة رد على تفجير القنصلية الايرانية في دمشق، وقتل 7 مسؤولين كبار من الحرس الثوري وعلى رأسهم القائد محمد رضا زاهدي الذي يعتبر مهماً جداً بالنسبة لإيران… وتعتبر القنصلية أرضاً إيرانية.. لذلك فإنّ حسابات إيران كانت «غلطاً بغلط»، لأنّ إسرائيل تقتل وتفجر الكثير من المواقع الايرانية، وخصوصاً مواقع الحرس الثوري في سوريا وفي العراق كذلك.. فلماذا لم تتحرّك إيران عندما قتلت أميركا اللواء قاسم سليماني القائد في الحرس الثوري ومعه أبو مهدي المهندس نائب قائد ميليشيا الحشد الشعبي العراقي، والذي هو أهم قادة «فيلق القدس»؟

 

من ناحية ثانية، وبعد هذه العملية، لا شك ان الرئيس الاميركي جو بايدن حقق إنجازاً كبيراً على صعيد الانتخابات الاميركية التي سوف تجرى بعد عدّة أشهر. إذ ان الصوت اليهودي أصبح مضموناً للرئيس بايدن، لأنّ اليهود يعتبرون ان ضمانة بقاء إسرائيل يعود الى الموقف التاريخي الذي اتخذه الرئيس جو بايدن بالدفاع عن إسرائيل بإسقاطه المسيّرات الايرانية وتدمير الصواريخ.

 

وطالما نتحدث عن العملية التي قام بها الحرس الثوري الايراني على إسرائيل، يجب التوقف عند بعض الملاحظات التالية:

 

أولاً: إنّ العملية كلفت -حسب التقارير- ملياراً من الدولارات الاميركية، يدفعها النظام الاميركي بالتأكيد.

 

ثانياً: أكدت العملية ان القوة العسكرية التي تملكها أميركا قد جعلت كثيراً من الدول، وبالأخص الصين وروسيا، تعيد حساباتها في المستقبل.

 

ثالثاً: استطاعت أميركا أن تضم الى قواتها قوات بريطانية وفرنسية وغيرها، وقد اشتركت قوات هذه الدول مع القوات الاميركية في التصدّي للمسيّرات الايرانية.

 

رابعاً: تبيّـن ان المسيّرات الايرانية غير مهمّة عسكرياً، وهي تشبه الى حد كبير طائرات «الورق»…

 

خامساً: التشويش الذي مارسته القوات الاميركية أظهر انه عندما تكون أميركا موجودة فإنها البطل الوحيد الذي لا يقهر.

 

أرجو أن يكون «نظام الملالي» قد تعلم من هذا الدرس في المستقبل، وعليه قبل التهديد أن يعرف «حجمه».