تسير المفاوضات الأميركية – الروسية بشكل متسارع، حيث تطرح مواضيع المنطقة على نار حامية وأبرزها مستقبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد والنفوذ الإيراني في المنطقة.
تشير كل المعطيات الى أن المفاوضات ستصل حكماً الى تغيير النظام السوري، لكن إندفاعة البعض قد تفرملها ما سيحدث بعض التباطؤ في المسار التفاوضي إذ إن الدول الكبرى تبيع وتشتري ساعة تشاء وما تشاء، وربما قد يدفع الأسد ثمن الصفقة الجديدة أو ربما قد تسفر هذه الصفقة عن الإتفاق على بقائه طالما أن روسيا باتت الحاكم الفعلي لدمشق.
ومن جهة ثانية، ما يهم لبنان هو مدى تأثّر إيران بهذه الصفقة وهل سيتمّ القضاء على نفوذها في سوريا ولبنان وتعود بيروت إلى علاقاتها المميزة مع الغرب والعرب على حدّ سواء، وتنتهي مشكلة السلاح غير الشرعي وربط لبنان بالمحور السوري- الإيراني؟
وفي السياق، تؤكّد مصادر ديبلوماسية في موسكو لـ”نداء الوطن” أن هناك تطورات مهمة تحصل على الأراضي السورية، وهناك إتصالات أميركية – روسية دائمة وعلى مستويات عالية وخصوصاً على المستوى العسكري، وهناك تقديرات بأنه خلال أشهر قليلة ستحصل صفقة أميركية – روسية بالنسبة إلى سوريا، وستدخل تركيا طرفاً فيها.
وتكشف المصادر أن “الإنطباع هو خروج إيران وحلفائها ومن ضمنهم “حزب الله” من سوريا، ولكن المعطيات تشير إلى أن هذه الأمور لا تزال تطبخ على نار هادئة ولن تحصل في الأسابيع المقبلة”.
وتوضح المصادر أن “هناك إجماعاً على أن تغيير النظام في سوريا بات وارداً وسيحصل لا محال عند الإنتخابات الرئاسية في أيار 2021، أي بعد سنة، وكل ذلك سيحدث ضمن صفقة كاملة بين الأميركيين والروس تتضمن تغيير نظام الأسد، ويكون لتركيا وضع خاص حيث من المتوقع إحياء إتفاقية أضنه مع تعديلات تركية لتوسيع نفوذ أنقرة، ويصبح للأكراد وضع خاص في سوريا مع إستقلالية لكن ليس كالنموذج الكردي في العراق وبالطبع سيحظون بحماية الأميركيين”.
وتشدّد المصادر على أنه “في حال سارت الأمور بين واشنطن وموسكو على هذا النحو فإن طهران ستكون الخاسر الأكبر، فنفوذها في سوريا ولبنان والعراق وعدة مناطق سيتقلص”.
وتؤكّد أن “الصفقة الأميركية – الروسية ما زالت في مرحلة الدراسة والتفاوض، خصوصاً أن عناصر نجاح هذه التسوية يقابلها بعض المطبات التي قد تفشلها، وفي حال الفشل فإن كل السيناريو الذي يتم الحديث عنه سيذهب أدراج الرياح، وعندها قد تقوم روسيا بردّ فعل وتعزز علاقتها مع إيران من أجل الضغط على الأميركيين وتحصيل مكاسب منهم”. وتلفت المصادر الديبلوماسية إلى أن “الدخان الأبيض لم يتصاعد بعد، لكن الأكيد أن الإتصالات الأميركية – الروسية ناشطة جداً، لذلك فإن الإنتظار هو سيّد الموقف خصوصاً أن الحل في سوريا بلا توافق أميركي – روسي مستحيل، وعندما تنضج التسوية لا يستطيع أحد من الدول الإقليمية عرقلتها”.
وبالنسبة إلى وضعية لبنان في هذه التسوية، فإن التأكيدات الديبلوماسية من العاصمة الروسية تشير إلى أن “لبنان لن يذهب في اتجاه واحد، لكنه سيكون أقرب إلى أميركا والغرب وذلك بحكم تركيبته وعلاقاته التاريخية مع الغرب، لكن ما سيحصل أن خسارة إيران في سوريا ستعني حكماً تراجع نفوذها في لبنان الذي يشكّل الحديقة الخلفية لسوريا، وهذا هو مصدر الخوف الأكبر لـ”حزب الله” ولإيران، لأن سوريا هي واسطة العقد، فإذا إنفرطت الواسطة فرط كل العقد، خصوصاً إذا نجحت المفاوضات الأميركية – الروسية، وبالتالي سيضعف دور إيران بشكل كبير وستصبح خارج سوريا، وعندها لن يكون لـ”حزب الله” حل إلا الرجوع إلى كنف الدولة بتسويات معينة كفريق لبناني وازن وممثل في مؤسسات الدولة، والعودة إلى اللبننة بعيداً من المشاريع المستوردة من الخارج”.