Site icon IMLebanon

لـبـنـان في عـيـن «العاصفة الأميركية».. وتــوقــع ازديــاد للضغوط والعقوبــات

 

بات واضحاً ان البديل عن الحرب العسكرية في المنطقة سيكون بدائل «بالمفرد والمجوز» على غرار العقوبات التي فرضتها واشنطن على قيادات سياسية قبل فترة او من خلال عودة الاغتيالات والعمليات الأمنية على غرار اغتيال أحد العلماء النووييين الإيرانيين، حيث من المتوقع ان تتطور الأمور وتأخذ منحى دراماتيكيا، اذ تتعزز المخاوف من تزايد الضغوط الأميركية على شكل حدث أمني او تطور عسكري اذ تدل المؤشرات على رزمة جديدة من الضغوط على الساحة الداخلية قبل خروج الرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض وتسلم الرئيس بايدن السلطة رسمياً حيث ثبت، كما تقول المعلومات، ان تأثير العقوبات كان ضعيفا ولا يخدم مصلحة واشنطن بالقدر المطلوب.

 

ومع التأكد ان سياسة العقوبات على حلفاء حزب الله لم تفعل فعلها حيث لم تمكن واشنطن من تحقيق انتصارات سياسية كبيرة، فان واشنطن سوف تتجه الى خطوات عملانية وأكثر تأثيراً منها سياسة العزل الدبلوماسية للبنان تحت عنوان انه لا يتجاوب مع المطالب الاصلاحية التي يريدها المجتمع الدولي ومع استمرار عقد تأليف الحكومة، ويظهر ذلك بوضوح مع دخول لبنان «عين العاصفة» الأميركية كما يظهر في تصعيد السفيرة الأميركية دوروتي شيا وعلاقاتها بالمسؤولين الحاليين، وقد توترت على خلفية تصريحات هجومية لشيا ودخولها على خط عدد من المواضيع الداخلية الساخنة، وان كانت السفيرة الأميركية أعلنت ان الادارة الأميركية لم تتخذ قرار الابتعاد عن لبنان وعدم دعمه».

 

الامتعاض الأميركي من الموقف اللبناني ينطبق ايضاً على عدد من الدول التي قامت بطريقة ناعمة وتكتيكية بسحب سفرائها او استدعائهم من دون بيانات توضيحية، حيث سجل انسحاب السفير السعودي قبل فترة وغياب سفراء الكويت والامارات العربية المتحدة ايضاً، وترافق ذلك مع ما تسرّب قبل نحو أسبوعين من اجتماع مستشار الرئيس الأميركي روبرت أوبراين ومستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل بون وما حكي عن نية بلادهما نزع الاعتراف بمسؤول لبناني رفيع.

 

وفي هذا الاطار، تقلل مصادر سياسية من قضية انسحاب السفراء ومغادرتهم لبنان بطرق غامضة وغير واضحة، وتضعها فقط في اطار الضغوط الآنية لاخضاع محور سياسي معين، حيث ان هذه الضغوط قد تزيد وتيرتها بقطع علاقات دبلوماسية او ابقاء التمثيل تحت مستوى القائم بأعمال السفارة، كما قد تزول الضغوط في أي وقت في مرحلة لاحقة مع حدوث تحولات سياسية وانفراجات .

 

مغادرة السفراء إذا صحت تنفيذاً لسياسية عزل لبنان دبلوماسياً، كما يؤكد سفير لبناني سابق، هي من المؤشرات الخطيرة حيث يعتبر فك الارتباط الدبلوماسي مع دولة معينة من أسوأ أنواع العقوبات على الاطلاق حيث تسوء كافة العلاقات بين الدول المعاقبة والتي وقعت عليها عقوبة العزل ويتأثر التعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بين الطرفين .

 

الا ان خطوة العزل الدبلوماسي لا تحدث الى في حالات محددة مثل الحروب والأحداث الأمنية الكبيرة مثل عملية استهداف سفارات او بعثات، وليس نتيجة تأزم العلاقة السياسية بين الدولتين ، فهذه المخاطر غير قائمة في لبنان اليوم، حيث ان لبنان غارق في الانهيار المالي والعجز، مما يعني ان مشاكله ذاتية، كما لم يصدر عن لبنان الرسمي المتخبط بأزماته أي مواقف معادية لاي دولة او لممثليها في لبنان، حيث يترك السفراء يصولون ويجولون ويتدخلون في بعض الأحيان في قضايا خاصة ومحض داخلية لا تعني دولهم .