Site icon IMLebanon

خلفيات غامضة لاستراتيجية تخفيف إجراءات «معاقبة» لبنان

حلفاء واشنطن : مقاربة أميركية جديدة تبعاً للمتغيّرات … ولا نيّة لإخلاء الساحة اللبنانية –

 

بغض النظر عن تداعياته ومفاعيله اللاحقة، فان قرار حزب الله احضار النفط الايراني كان له دوي داخلي واقليمي كبير، فحزب الله استطاع ان يسجّل خرقا في احدى الأزمات الإقتصادية الحادة، ويسجّل هدفا في مرمى خصومه ومنتقديه، أكثر من ذلك وضع حزب الله واشنطن أمام أمر واقع جديد ازاء ملفات داخلية كثيرة مما طرح تساؤلات لا تزال مستمرة، حول المغزى والتحول في الموقف الأميركي في مقاربة الملف اللبناني، فهل ما حصل انكفاء وتراجع في سياق النهج الجديد الذي تنتهجه في المنطقة بدءا في أفغانستان ويشمل محاور أخرى منها لبنان؟

 

لا يخفي ديبلوماسيون قريبون من واشنطن حصول تبدل أميركي في التعاطي مع الملف اللبناني بناء على متغيرات وقراءة مغايرة للواقع اللبناني الجديد،  ويشير الديبلوماسيون الى انعقاد  ورشة  نقاش سياسي أطلقتها مجموعات أميركية ولبنانية قبل فترة تناولت  البحث في وقائع وتفاصيل السياسة الأميركية  المتبعة، من ملف الخروج من أفغانستان وتسليمها الى طالبان مرورا الى فشل  الحرب السورية، ووصولا الى لبنان مع ما جرى حكوميا في تأليف حكومة عاد اليها وزراء حزب الله الى تسلم حقائب وازنة (الأشغال)، وحصول الثنائي على «المالية»،  اضافة الى اعطاء فريق الممانعة ثلثا معطلا مخفيا وكسر «قانون قيصر».

 

ما تمت مناقشته في الورشة يحاكي المتغيرات، ويتحدث المطلعون على الموقف الأميركي عن تبدل في الأولويات وتوجه الرئيس الأميركي الى صياغة علاقات مختلفة بين بلاده والآخرين.

 

لبنانيا، معالم التحول  بدأت قبل تأليف الحكومة  مع زيارة وفد الكونغرس الأميركي الى لبنان قبل التأليف برئاسة السيناتور كرسي مورفي التي حملت  مؤشرات كثيرة بانتقال وتبدل الاستراتيجية الأميركية في التعامل مع الأحداث اللبنانية، حيث أكد الوفد ان «لا داعي لاستيراد النفط الإيراني»، الموقف الذي أثار في حينه تساؤلات حول دوافع واشنطن مع اقتراب وصول الباخرة الإيرانية ليطلق الأميركيون بعدها مسار استجرار الغاز والكهرباء.

 

يتحدث  المحللون الاستراتيجيون عن مرحلة ضياع والتباس في الموقف  الاميركي وسط تساؤلات هل ان «قبة الباط» لزيارة وفد وزاري لبناني الى سوريا ودخول النفط الإيراني هو من اجل  إراحة الوضع الداخلي وطمأنة حلفائهم وفي اطار التنافس الدولي على الرقعة اللبنانية وضمن قرار واشنطن الانتقال الى الخطة «ب» في التعاطي مع الملف اللبناني، ام انه يأتي بعد سقوط رهانات واشنطن على إضعاف حزب الله وتطويعه؟ وهل حان وقت إعادة النظر وتخفيف إجراءات «معاقبة» لبنان، وما هي الموجبات التي تدفع  الى هذا الخيار؟

 

يؤكد حلفاء واشنطن  ان ليس هناك قرار أميركي بعد بإخلاء الساحة اللبنانية، وان الولايات المتحدة الأميركية  تحاول الحفاظ  على مصالحها في المنطقة والسعي لإقامة توازن استراتيجي مع خصومها، ووفق مقاربة أصدقاء أميركا، ثمة  معطيات خاصة حول عدم جدوى العقوبات والحصار على حزب الله  الذي أقام شبكة أمان اقتصادية ومالية وصحية ولم يتأثر بتداعيات الانهيار  كما حصل لدى الطوائف الأخرى.

 

يتوقف المراقبون للسياسة الدولية عند مسألتين انطلق منهما التحول في الموقف الأميركي، فشل «ثورة 17تشرين»  في ان تكون بديلا عن المنظومة الفاسدة  وعدم قدرتها على احداث تغييرات جوهرية، على الرغم من النقمة الشعبية العارمة ضد السلطة، وفشل الضغوط التي مارستها واشنطن على فريق الممانعة لإجباره على التراجعات السياسية.