IMLebanon

العقوبات الاميركية ستطال سياسيين في مراكز رفيعة

 

بعد أكثر من 14 يوماً في الإقامة الجبرية عاد أهم حليف للمملكة العربية السعودية مطعوناً في الظهر، متعرضاً لكل أنواع المضايقات النفسية مع إجبارهُ على تقديم استقالته منصوصة بقلم سعودي على بعد 3000 كم من قصر بعبدا حيث الدستور ينص على مكان تقدمة الاستقالة فها هوسعد الحريري حراً بعد 48 ساعة.

يقول مصدر نيابي أنّ فرنسا وبالتحديد الرئيس إمانويل ماكرون هو الذي لعب الدور المحوري والذي حاول إنجاز دور مستقل نظراً للعلاقة الجيدة جداً التي تربط فرنسا بالسعودية من خلال العلاقات التجارية المتبادلة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ باريس هي ثاني أكبر مصدّر للأسلحة المتطورة للسعودية، كما والعلاقة المميزة تاريخياً التي تربط  لبنان بفرنسا إضافة إلى العلاقات الممتازة التي تربط آل حريري بالرؤساء الفرنسيين المتعاقبين على سدة الرئاسة دون أن ننسى أنّ الحريري تربطه علاقة متينة جداً بالعائلة المالكة في السعودية ورثها عن أبيه الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ويضيف المصدر أن الدول بأجمعها تنتظر وتترقب ماذا ستفعلهُ فرنسا لحل هذه الأزمة حتى أنّ مجلس الأمن ينتظر ما ستقرِرهُ باريس، وقال المصدر: كل ذلك لما كان أن يتحقق لولا موقف الرئيس ميشال عون الذي صمد في وجه أقوى دولة خليجية ووحّد اللبنانيين موالاة ومعارضة على شعار احترام الدستور ووجوب أن يقدّم الرئيس الحريري استقالتهُ في بعبدا، وجمع سفراء الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فكان قصر بعبدا كخلية نحل تعمل على استرداد لبنان كرامتهُ، كما كلّف الرئيس عون الوزير جبران باسيل بإجراء الاتصالات اللازمة لحل هذِهِ القضية. فما قام بِهِ فريق عمل رئيس الجمهورية حفّز الدول وألقى الضوء على هذِهِ المشكلة التي تعارض معاهدة فيينا.

ويقول المصدر أمّا الولايات المتحدة الأميركية فلم يصدُر عنها موقف إلا بعد 6 أيام من حجز الحريري في السعودية، لا شك أنّ مصالح واشنطن تتلاقى لا بل كان هنالك تواطؤ مع مصالح السعودية وإسرائيل في إضعاف إيران، لكن يقول المصدر أنّ واشنطن لم تتوقع أن تذهب أكثر بكثير مما هو مطلوب منها كما لم تتوقع ردة الفعل اللبنانية كما والفرنسية وبدأت واشنطن بوضع ضوابط منعاً لزعزعة الأمن في لبنان، واشار المصدر الى انه كان هنالك معلومات عن إستقالة الحكومة وأن تفرط التسوية لكن لم يُفكر أحد أنها ستكون بهذا الشكل الدرامي. فقبل حوالى الشهرين كانت الأُمور بدأت تسوء على مستوى التضامن والتماسك الحكومي وبدأت التسوية تهتز وكان الجميع ينتظر ساعة الصفر لانهيار التسوية. وسأل المصدر ألم يكن الوضع ينذر بتفجر بين السعودية وإيران وسيطال لبنان؟ فبين ساحات اليمن وسوريا والبحرين والعراق كان من الواضح أنّ التسوية اللبنانية ستنهار.

وأكد المصدر أنّ السعودية قامت بهجوم كبير واستراتيجي جداً نقلت فيها الصراع إلى لبنان كي تقول لإيران «أكبر ذراع لكِ في لبنان أُريد أن أستهدفهُ» وتريد السعودية الجديدة أن تقول لطهران «مثلما تفعلونا بنا سنفعل بكم وأكثر». والصراع في أشده بين المملكة والجمهورية الإسلامية. ويتابع المصدر إذا إنحلت مشكلة الحريري لغير صالح المملكة فالصراع سيكون في بدايته وهو طويل، والأزمة تتخطى الحريري، ونتمنى ألا يصبح لبنان ميدان من ميادين الصراع.

أمّا فيما يختص بالاستقالة يقول المصدر ما زلنا أمام الشكليات لكن عندما ندخل في جوهر الاستقالة عندها نكون أقفلنا فصل وفتحنا فصل جديد وستطرح الأسئلة التالية: ماذا ستفعلون بالعهد؟ ماذا ستفعلون بالنأي بالنفس؟ ماذا ستفعلون بحزب الله؟ ولفت الى أن التطورات التي لمح لها الحريري وسينقلها للرئيس عون تتعلق معظمها بالملف اليمني وأنه هنالك معلومات ومعطيات سيبلغها في قصر بعبدا. وتقول المعلومات أنّ السعودية ستفتح عدة أزمات في عدة دول كقطر واليمن ولبنان ولن أستطيع الحسم بها بشكل مباشر كاليمن وبعضها غير مباشر كقطر ولبنان.

ويقول المصدر أنّ بعض الدول الكبرى تحاول إجراء تقارب بين السعودية وإيران لكن المصلحة العليا للدول العظمى هو تأجيج الصراع بين الدولتين للسيطرة على آبار النفط وعلى النفوذ وعلى بيع الأسلحة، ولفت الى أنّ السعودية الجديدة تريد نفوذاً قوياً في لبنان وهي مستعدة لاستعمال كل أنواع الضغوط خاصة الاقتصادية للسيطرة على لبنان ولا يستبعد المصدر أن تترافق العقوبات الأميركية مع ضغوط اقتصادية ومالية على سياسيين ذومراكز رفيعة جداً،

لكن الدول الغربية متمسكة بالأمن والاستقرار في لبنان كي تحافظ اسرئيل على استقرارها وكي يحافظ لبنان على المليون وخمسمئة ألف نازح سوري على أرضنا.