IMLebanon

الاستراتيجية الأميركية «تمرّ» بمحاربة إيران ووضع حدّ لنفوذها

هل تأخرت الإدارة الأميركية في وضع استراتيجيتها في المنطقة والعالم، أم أنها لا تزال ضمن الفترة المعقولة لأية إدارة، لا سيما وأن الأحداث هي التي ستفرض نفسها على هذه الإستراتيجية؟

تقول مصادر ديبلوماسية، أن شهر تموز الماضي كان سيشهد بوادر الإستراتيجية الأميركية في الخارج. إلا أن هذا الموعد تأخر، وتتوقع أن تتبلور هذه الإستراتيجية بعد إفتتاح أعمال الدورة العادية الـ ٧٢ للجمعية العامة للأمم المتحدة. ذلك أن كل رئيس دولة سيوضح مواقف بلاده من الأزمات وتشكل الجمعية العامة فرصة امامهم لتحديد المواقف. ما ينتظر بعد ذلك أن تتبلور مواقف أميركية في هذا الشأن.

على أنه من أبرز العوامل التي أدت إلى تأخر ظهور إستراتيجية أميركية متكاملة، هو الفريق الجديد في العمل السياسي الذي عيّنه الرئيس دونالد ترامب، والذي انكب على دراسة الملفات منذ الأساس، وكأن اداءهم الأحادي من دون تاريخ. ما أدى إلى أن تصطدم الإدارة بالعديد من الملفات الخطرة في المنطقة وعدم إتخاذ سياسة متكاملة بعد حولها، بل لجوؤها إلى التعامل مع كل حدث في حد ذاته. فمن غير الواضح بعد الموقف والإستراتيجية الكاملة حيال سوريا، مع أن الإنتصار تحققه روسيا وليس النظام. كما ليس واضحاً ما الذي ستقوم به الإدارة في العراق بعد الإنتهاء من «داعش»، ومصير الحشد الشعبي، وطريقة التعامل مع الدور السني هناك لكي لا تتكرر التجارب، بحيث يصبحون جزءًا من التركيبة. ثم هناك مشكلة الأكراد ومصيرهم بعد الإستفتاء المقرر إجراؤه، بحيث إما يبقون في العراق أو ينفصلون عنه.

كما أنه على الرغم من العلاقات الوطيدة مع الخليج، انما الإدارة يفترض أن تحدد سياستها. الآن واشنطن تساعد العرب في وجه حرب اليمن. وتقف إلى جانب الخليج في وجه إيران ونفوذها وسلوكها في المنطقة. لكن اداءها بالنسبة إلى الوضع السوري سيكون مؤشراً حول طريقة تعاطيها مع الملف الإيراني، وتالياً مع ما يرضي الخليج في هذا المجال. الآن هناك مناطق تهدئة في سوريا، لكن الأمر في إنتظار ظروف دولية وإقليمية أفضل للتفاوض بين السوريين، وبين الدولتين العظميين أيضاً.

ويبدو بحسب المصادر، أن ثلاث مسائل تشكل أولوية لدى الإدارة، هي: سبل التعامل مع الوضع في كل من سوريا والعراق في مرحلة ما بعد «داعش» حيث من المرتقب أن ينتهي هذا التنظيم في غضون أشهر. ثم مستقبل العلاقات الأميركية – الروسية، والادوار التي سيؤديها كل من الطرفين في الشرق الأوسط خصوصاً في الملف السوري، وطريقة التعاطي مع هذا الملف يؤشر إلى ما سيكون عليه التعاطي مع الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، والدور الذي ستؤديه روسيا في هذا الإطار، والحد من هذا النفوذ يشكل ملفاً في حد ذاته.

في هذا الوقت عملت الإدارة على إستعادة كرسيها إلى طاولة التفاوض بعدما عمل الرئيس السابق باراك اوباما على الإبتعاد وعدم الانغماس في الأزمات. في كل الأحوال، أي إستراتيجية أميركية ستُعتمد، ستكون مصلحة أميركا أولاً في سلّم اولوياتها. وللوصول إلى هذا الهدف، قد يتم المرور عبر محاربة إيران ووضع حد لنفوذها. كما أن خدمة هذا الهدف تمر بتحسين الوضع الإقتصادي وتخفيف النفقات، وإنجاز عقود بترولية بشكل أفضل، وعقد صفقات مبيعات كبرى للإنتاج الأميركي في شتى المجالات.

وتبقى الاولوية الثالثة، وهي أمن إسرائيل، إستراتيجية ثانية لدى كل إدارة أميركية. ففي أي حل للموضوع السوري هذه الأولوية ستكون واضحة، وفي المفاوضات السلمية للشرق الأوسط، وفي علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها تماماً كما مع الدول غير الحليفة.