ما هذه الأميركا التي تدوّخ العالم؟ الحروب اليوم باتت إقتصادية، ولم تعد عسكرية! ويبدو أنّ هذا هو القرار الذي توصّل إليه الاميركي الذي يشن حروباً إقتصادية على الدول التي تقف عثرة في طريق مخططاته… ولكن يبدو أنّ هذه «الحرب الجديدة» لم تصل أخبارها بعد الى دول وجماعات وتنظيمات في منطقتنا.
ولقد قرأت عنواناً في إحدى الصحف يقول إنّ هناك عجزاً أميركياً أمام الواقع الشيعي، إلى ذلك منذ عدة أيام عقد في دمشق إجتماع لرؤساء أركان الجيش السوري والجيش العراقي والجيش الايراني الذين وجهوا التهديدات للولايات المتحدة الأميركية.
في رسالة رمزية قال الرئيس ترامب إنّه سيسحب قواته من شمال سوريا، ومنذ ذلك الحين الى يومنا هذا بقي السؤال مطروحاً وكأنّ 10.000 عسكري يمكن أن يغيّروا التاريخ، ولكي تبقى التساؤلات عند التهديدات إن من بشار أو من خامنئي أو من رؤساء الأركان أو من العراق… قال ترامب إنّه سيبقي على 400 عسكري في سوريا.
هذه الجيوش الجرارة التابعة الى سوريا والعراق وإيران… لو عدنا الى ما قبل التدخل الروسي لإنقاذ بشار، أين كانوا؟ ولماذا لم يستطيعوا إظهار قوتهم وبطولاتهم أمام معارضة استمرت عزلاء طوال ستة أشهر في ثورة شعبية عنوانها: الشعب يريد الحرية، يريد انتخابات نزيهة، الشعب يريد إعلاماً حراً، الشعب يريد الديموقراطية، وكان رد بشار الأسد بالبراميل المتفجرة والمدافع والدبابات والطائرات»…
أين كانوا يخبئون بطولاتهم؟ وإلى متى ستبقى في المخبأ؟ وهل سيظهرونها في المستقبل؟ أم تراهم يتحضرون لحرب مع أميركا؟
هناك سؤال يطرح ذاته: ثلاث دول في حرب مع أميركا وهي روسيا وإيران وتركيا… ولا يمر يوم واحد من دون صدور كلام التحدّي الموجّه لأميركا وهي لا ترد، والسؤال الموجّه لقادة هذه الدول الثلاث: كيف تفسّرون هبوط العملة الوطنية في بلدانكم (الليرة التركية والروبل الروسي والتومان الايراني) مقابل الدولار؟ فأين عظمة هؤلاء العظماء؟!
هؤلاء الحلفاء ضربتهم إسرائيل مرات داخل سوريا، فماذا كانت ردودهم؟ وهل تصدّوا لها مرة واحدة؟
وإذا كانوا لم يواجهوا إسرائيل فهل سيواجهون أميركا؟ ومتى؟ وكيف؟ وبأي سلاح؟ وأين؟ في سوريا أو في مكان آخر؟
عوني الكعكي