IMLebanon

مبادرة ماكرون : قبول دولي واقليمي ولا مُمانعة اميركية لحكومة وفاقية بنكهة فرنسية…

 

نجح الرئيس ايمانويل ماكرون حتى الآن في ترجمة الوعود التي قطعها على نفسه في زيارة الدعم العاجلة التي قام بها لبيروت بعد انفجار المرفأ، وها هو اليوم يحقق خطوات عملية في زيارته الثانية بعد اقل من شهر في سياق المبادرة الفرنسية آلتي يقودها شخصياً.

 

ووفقًا للأجواء السائدة، فان هذه المبادرة تحظى برضى دولي واقليمي ، وعدم ممانعة واشنطن التي لا تتعامل معها بعدائية مكتفية بالمتابعة والمراقبة، امّا من خلال ما تتلقاه مباشرة من الرئيس الفرنسي وامّا من خلال القنوات الديبلوماسية او من  موفديها الى لبنان.

 

ولا يختلف اثنان على ان ماكرون لعب دوراً ضاغطاً وفعالاً في استعجال تكليف رئيس جديد للحكومة يحظى بدعم وتوافق الاطراف اللبنانية بكل اتجاهاتها وميولها. ويسعى بهذا الزخم الى تشكيل حكومة انقاذ واصلاح في غضون فترة قصيرة لتحقيق خطوات جدية وعملية.

 

ويقول مصدر لبناني مطلع ان هناك فرصة حقيقية لتأليف حكومة منتجة وقوية في خلال اسابيع على عكس ما كان يجري بتشكيل الحكومات لاسباب كثيرة ابرزها:

 

1- انغماس الرئيس الفرنسي شخصياً ومباشرة بالعملية والضغوط التي مارسها ويُمارسها على سائر الاطراف مستخدماً اسلوب الترهيب والترغيب الذي فعل فعله عند معظمهم وترجم في عملية التكليف.

 

2- ضيق هامش المناورة لدى القوى السياسية التي توافقت وايّدت تسمية الرئيس المكلف بسبب ضغط الازمة والشارع خصوصاً بعد انفجار المرفأ، وبالتالي، انخفاض منسوب «الفيتوات» و«الفيتوات» المضادة ما يزيل عوائق عديدة بوجه التأليف.

 

3-ضعف القوى الأخرى المعارضة او تلك التي اختارت عدم الدخول في تسوية التكليف لاسباب متنوعة خارجية وداخلية. وهذا بطبيعة الحال يقلل فرص المشاكسة والتشويش على عملية تشكيل الحكومة.

 

4-وجود غطاء غير معلن للمبادرة الفرنسية لرعاية تأليف الحكومة الجديدة ، لا سيما ان الادارة الاميركية رغم محاربتها وحملتها على حزب الله لم تشهر سيف «الفيتو» على مشاركته في الحكومة.

 

5- ضغط الازمة الاقتصادية والمالية وتفاقم الوضع اللبناني بصورة عامة ما فرض على القوى السياية واقعا صعبا ومحرجا لا يسمح باي ترف او مماطلة في استيلاد الحكومة باقصى سرعة ممكنة.

 

اما السؤال الاخر المطروح : ما الذي يمنع ان تتكرر تجربة حكومة حسان دياب مع حكومة مصطفى اديب؟ لا توجد ضمانات كاملة في تأمين كل الفرص لنجاح الحكومة الجديدة ، لكن ثمة اوراق عديدة تدخل في رصيدها وتجعلها تختلف عن حكومة دياب واكثر حظاً في تحقيق انجازات جدية لا سيما على صعيد الاصلاحات المطلوبة.

 

ويُنقل عن مرجع بارز انه متفائل اكثر مما كان في تجربة الحكومة السابقة ، لافتاً الى ان التوافق بين مختلف القوى على رئيسها يجعل الحكومة العتيدة محصنة اكثر، فهي لا تمثل الفريق الواحد، بل تأتي هذه المرة بدعم الفريقين المتخاصمين وبغطاء سني واسع تمثل بتسمية المراجع والاطراف السنية الاساسية للرئيس اديب.

 

والى جانب ذلك، فان من ابرز عناصر رصيد الحكومة المنوي تشكيلها بانها لا تحظى بدعم فرنسي واوروبي فحسب، بل تأتي بمبادرة مباشرة من فرنسا ورئيسها ما سيجعلها مثل الولد المدلل لدى الاتحاد الاوروبي، خصوصاً ان هناك معلومات شبه مؤكدة بان المانيا دخلت ايضاً على خط دعم تسريع تأليف الحكومة بعد تكليف اديب ، وان هناك انخراطاً اوروبياً اكثر في دعم لبنان بعد انفجار المرفأ وتداعياته.

 

وبرأي المرجع، ان فرص انطلاق الحكومة بنجاح جيدة، لكن هذا مرهون ايضا بتحقيق وترجمة الاصلاحات المطلوبة لأنها تبقى دائما المعبر الى الانقاذ وخروج لبنان من الازمة.

 

ويقول المرجع ان المطلوب تأليف حكومة مصغرة قدر الامكان مع الاخذ بعين الاعتبار مستلزمات التوزيع الطائفي، لافتاً الى ان تحديد عددها يعود للرئيس المكلف على ضوء الاستشارات التي سيجريها والمشاورات التي ستلي ذلك.

 

ولا تستبعد مصادر مطلعة، ان تتألف الحكومة الجديدة من طاقم وزاري بين 14 و18 وزيراً، لكنها تستدرك بالقول، ان مستلزمات اشراك اوسع شريحة ربما قضت برفع العدد الى 24.

 

وتشير الى ان الشروط والاحتكارات لبعض الوزارات كما حصل في الحكومات السابقة لن تأخذ مداها في تشكيل الحكومة الجديدة، فعلى سبيل المثال، فإن التيار الوطني الحر لن يستطيع الاحتفاظ بوزارة الطاقة كما فعل وتعنت في السابق بعد كل الذي حصل، لا سيما اثر انفجار المرفأ، ولن تكون هذه الوزارة مسجلة باسمه دائماً.