Site icon IMLebanon

واشنطن تفك مسار حرب غزّة عن الحرب في لبنان

 

ترحيل وقف النار بين حزب الله وإسرائيل لما بعد الانتخابات الاميركية

 

 

يبدو ان الادارة الاميركية اختارت تحقيق تقدم سريع، لعقد صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل، قبل بلورة اي اتفاق لوقف اطلاق النار بين حزب لله وإسرائيل في لبنان، بالرغم من مساعي الوساطة التي يتولاها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين بين الطرفين، والتي تسير ببطىء ملحوظ، بينما تستمر الاعتداءات الإسرائيلية بوتيرة سريعة، وتحدث مزيدا من الدمار والقتل والتخريب ولذلك تجهد الديبلوماسية الاميركية من خلال التحرك المتواصل لوزير الخارجية أنطوني بلينكن، على دول الشرق الأوسط لتسريع الخطى لاعادة الحرارة إلى صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل والمتعثرة منذ اشهر، بسبب رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كل الطروحات والافكار التي عرضت واخرها مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف الحرب العدوانية على قطاع غزة، أملا في تحقيق اختراق مهم، يؤدي إلى وقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين، يمكن توظيفها في مسار الانتخابات الرئاسية الاميركية، ايجابا لمصلحة مرشحة الحزب الديموقراطي كاميلا هاريس، لتحقيق الفوز على منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وتنطلق الديبلوماسية الاميركية في تحريك صفقة التبادل من جديد إلى عاملين اساسيين، الاستفادة من وصول قيادة جديدة لحركة حماس، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحي السنوار ألذي كان كان يقف حائلا امام التوصل إلى اتفاق لتحقيق الصفقة المطلوبة، بسبب ادائه المتشدد من وجهة النظر الاميركية والاسرائيلية على حد سواء، بينما تظهر القيادة الحالية لحماس، استعدادا للتعاون الايجابي للتوصل إلى صفقة التبادل ووقف الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

اما العامل الثاني، فهو توظيف ماحققه التعاون والتنسيق الجيد بين الادارة الاميركية ورئيس الحكومة الإسرائيلية، في الرد الإسرائيلي على ايران مؤخرا، بتعاطي مرن وايجابي من الاخير، مع مساعي واشنطن للتقدم إلى الامام في المفاوضات الجارية، املا بالتوصل الى صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل.

استطاعت الديبلوماسية الاميركية جمع ممثلين عن الاطراف المعنيين في جهود الوساطة في العاصمة القطرية الدوحة، وبمشاركة فعالة من المسؤولين القطريين، لتذليل ماتبقى من صعاب تعترض التوصل إلى صفقة التبادل المنشودة.

وبالرغم من قول وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت أن امام إسرائيل تقديم تنازلات مؤلمة لاطلاق الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، على هامش اجتماعات الدوحة، ما يزال نتنياهو يناور ويتقلب في مواقفه، تارة يعارض الاقتراح المصري الذي يتضمن وقف اطلاق النار ليومين، مقابل اطلاق سراح اربعة من الرهائن الإسرائيليين وعدد من المعتقلين الفلسطينيين، وتارة اخرى يعلن استعداده لقبوله، مع تعديلات ومطالب جديدة، تبدو بمثابة عقبات جديدة في طريق انجاز الصفقة المطلوبة.

السباق واضح في لقاء الدوحة، الادارة الاميركية تسعى لتسهيل تحقيق صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل، فيما تبقى من أيام معدودة لموعد الانتخابات الرئاسية الاميركية ونتنياهو يناور، ويحاول قدر الامكان عرقلة، الصفقة، لمنع توظيفها بالانتخابات الرئاسية الاميركية ضد صديقه المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وتجنب تأثيرها الداخلي على حكومته اليمينة المتطرفة، ولفشله الذريع بإطلاق الرهائن الإسرائيليين بالقوة العسكرية كما وعد مرارا من قبل، بينما يظهر بوضوح من خلال كل هذه التحركات، ترحيل انهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان الى مابعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية، وقد يكون لحين تسلم الادارة الاميركية الجديدة لمهامها بعد اشهر.