IMLebanon

ثوابت أميركية في لبنان… لا تهتز ولا تُمسّ

 

يبقى لبنان رهينة التطورات الإقليمية والدولية، خصوصاً أن نتيجة الإنتخابات الرئاسية في أميركا تابعها الشعب والسياسيون على حدّ سواء كأنها تجرى في بيروت.

 

ملفات كثيرة تنتظر لبنان وتتعلّق بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وتقسم هذه الملفات إلى أساسية واستراتيجية كبرى وأخرى أساسية لكنها متعلّقة باللحظة.

 

ومن الملفات الطارئة تأليف حكومة جديدة، إذ إنّ الحديث الذي يدور في بيروت أن الحكومة كانت تنتظر نتائج الإنتخابات الأميركية من أجل تحديد مسار الحكومة الجديدة.

 

لكن الأهم هو كيف سيتصرّف العهد الجديد في واشنطن مع السياسة الإستراتيجية المرسومة للبنان وهل من تغير سيطرأ، علماً ان واشنطن ترسم سياستها على أمد طويل ولا تتأثر كثيراً بالاشخاص.

 

ويأتي من ضمن هذه الإستراتيجيات، الإستثمار الأميركي في الجيش اللبناني، وهذا الإستثمار بدأ منذ مدّة لكن منسوبه إرتفع في آب 2014، وتحديداً بعد غزوة عرسال، حيث مدّت واشنطن الجيش اللبناني بالأسلحة وبات جيشنا حليفاً إستراتيجياً للجيش الأميركي في معركة مكافحة “داعش” والإرهاب، وفي هذا الإطار يُطرح تساؤل كبير ما إذا كانت واشنطن ستستمر في دعم الجيش، خصوصاً أن الإدارة الديموقراطية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما هي من كثّفت مساعداتها، وتابع الجمهوريون مع الرئيس دونالد ترامب هذه الإستراتيجية.

 

النقطة الثانية في تعاطي واشنطن مع بيروت كانت ديبلوماسية بامتياز حيث يُعمل على بناء أكبر سفارة أميركية في الشرق وتحديداً في عوكر بميزانية تفوق المليار دولار، وهذه السفارة وضع حجر الأساس لها خلال ولاية ترامب، من هنا فان هذا الأمر يعتبر إستراتيجياً بالنسبة لواشنطن ولا يمكن وقفه، خصوصاً ان أميركا تعمل وفق منطق الإستمرارية ولا يتعلّق الأمر بمن يقطن “البيت الأبيض”.

 

وبعد الإضاءة على هذه النقاط العسكرية والديبلوماسية تأتي الإستراتيجية الإقتصادية الخاصة بلبنان، وهذه الإستراتيجية تمثلت بفرض عقوبات على شخصيات قيادية في “حزب الله” وحلفاء له كان الوزيران السابقان علي حسن خليل ويوسف فنيانوس من أبرزهم، وهنا يراهن “حزب الله” على سياسة أميركية جديدة تنقذه وتنقذ الحلفاء من العقوبات، لكن هذا الأمر لا يبدو انه سيحصل في الأفق.

 

أما النقطة الثانية في الملف الإقتصادي فهي اعتماد ترامب منطق الحصار الإقتصادي للتضييق على “حزب الله” من ثم التهديد بفرض عقوبات على الفاسدين الى أي فريق إنتموا، وكما بات معلوماً فان أي حكومة لبنانية لن تحصل على مساعدات إذا لم يقترن ذلك بخطة واضحة لمكافحة الفساد والقضاء عليه.

 

أما الإستراتيجية الأهم فهي تحرير لبنان من قبضة إيران التي تستعمل “حزب الله” لبسط سيطرتها على لبنان والتدخل في شؤون المنطقة، وهنا يراهن كثر على أن واشنطن التي تعتبر لبنان منطقة نفوذ لها لن تسمح لإيران بابقاء سيطرتها، وبالتالي فإن “حزب الله” ما زال امام تحدّي الصمود في وجه العاصفة الأميركية.

 

تحديات كثيرة تنتظر العلاقات اللبنانية – الأميركية ومن بينها أيضاً ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، فهذه المهمة الصعبة التي إنطلقت حصلت بموافقة “حزب الله” في ظل عهد حليفه العماد ميشال عون، وبالتالي فان واشنطن سواء كان الحكم ديموقراطياً او جمهورياً فانها تفعل كل شيء من أجل تحقيق مصالحها وما يتعلّق بمصالح إسرائيل.

 

وأمام كل هذه الخطوط العريضة، يبقى الأهم إنتظار المرحلة المقبلة وما ستحمله من تحديات وذلك بانتظار التسوية الشاملة في المنطقة.