يتذكّر اللبنانيون جيداً يوم أعلن وزير الداخلية والشؤون البلدية والقروية الياس المر، وبكثير من المرارة والأسى، فوز عمه كبريال المر، المدعوم من قرنة شهوان، في فرعية المتن التي جرت في 2 حزيران 2002، متقدماً على شقيقته السيدة ميرنا المر أبو شرف بـ17 صوتاً إذ نال 34 ألفاً و597 صوتاً مقابل 34 ألفاً و580 صوتاً لميرنا المر شقيقة وزير الداخلية، فيما نال غسان مخيبر 1773 صوتاً فقط لا غير.
يومئذ أعلن أمبراطور المتن ميشال المر أنه لن يدخل إلى البرلمان بوجود أخيه كبريال على مقاعد النواب، وأوعز إلى كريمته ميرنا بتقديم طعن، وبعد فترة قصيرة أسرّ أبو الياس لمقرّبين منه بأن “قرار المجلس الدستوري بإبطال نيابة شقيقي صار بجيبتي”.
والملفت ان المستدعية أعلنت بواسطة وكيلها بأنها تطلب فوز من يليها في عدد الاصوات وانها لن تطلب اعلان فوزها، ولم يكسر المجلس الدستوري بخاطرها، فأبطل نيابة كبريال وأعلن فوز الحقوقي غسّان مخيبر إبن شقيق النائب الراحل.
ومن المفيد، أن يذكّر اللبنانيون أشقّاءهم الأميركيين، بهذه السابقة الخلّاقة، ما دام حسم نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية لن يتم إلّا في أروقة محاكم الولايات، وصولاً إلى المحكمة العليا الكائنة على الجانب الآخر لمبنى الكابيتول المهيب. وقد يشكل القرار اللبناني 5/2002 الصادر في 4 تشرين الثاني من العام 2002 مستنداً مهماً واجتهاداً قانونياً، أمام رئيس المحكمة القاضي جون روبرتس والقضاة الثمانية المساعدين، وجميعهم معيّنون مدى الحياة، وأن أعوز روبرتس مشورة ففي إمكانه الإتصال بعضو المجلس الدستوري السابق المحامي سليم جريصاتي، ليسأله عن أصل الخلاف بين ميشال وكبريال المر، وكيف أطاح الشقيق بحلم شقيقه، وعمّن أفتى بتنويب مخيبرخلفاً لعمّه، وسيكون جريصاتي خير مستشار لإيجاد الـ”تخريجة” المناسبة لمأزق الرئاسة الأميركية. كل غرض يلزم مستر روبرتس.
ويبدو أن الحل الأمثل لمعالجة النزاع بين بايدن وترامب، يقتضي إصدار حكم جريء كأن تبطل المحكمة العليا الأميركية رئاسة الرئيس المنتخب (بايدن حتى ثبوت العكس) وأن يتخذ المرشّح الرئاسي الخاسر (ترامب على الأرجح) القرار المرّ ويحذو حذو السيدة ميرنا المر بالتنازل عن مقعده، على وقع نشيد “ع دعساتِك نحنا مشينا دعساتِك مرسومة دروب”، وهكذا سيتم ترئيس مرشحة حزب الليبرتاري جوان ماري جونسون (63 عاماً)، تماماً كما حصل في تنويب غسان مخيبر، الحائزة 1.7% من الأصوات. فتكون بذلك “الرئيس الـ 46″ في تاريخ أميركا وأوّل امرأة تتبوّأ هذا المنصب. وإن تنسى”جو” لن تنسى انتخابات ميشال والياس وميرنا المر.