قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامة يهدد ويتوعّد قائلاً: في حال نفذت تهديدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بتدمير أي قطعة بحرية إيرانية، تقترب من سفن أميركية في الخليج، سيكون الرد حاسماً وفعالاً وسريعاً، وقد أمرنا وحداتنا البحرية باستهداف القوارب الاميركية إذا حاولت تعريض سفننا للخطر.
أمّا بالنسبة للحادث البحري الذي وقع الاسبوع الماضي فكان نتيجة سلوك غير مهني، وخطير من جانب الاميركيين في الخليج الفارسي الذي هو في الحقيقة الخليج العربي، وزاد قائلاً: إنّ الأعمال العدائية في الممر المائي الحساس، أعيقت بسبب ڤيروس الكورونا.
هذه التهديدات لا تهم أميركا طبعاً، لكن علينا أن نعرف أنّ هذا النظام الايراني، نظام الملالي جاءت به أميركا، وهذا معروف جداً، وكيف تخلت عن الشاه وجاءت بآية الله الخميني الذي كان يعيش في العراق هارباً من الشاه ونقلته الى فرنسا، عندما رفضت الكويت استضافته، وفي فرنسا أعطي قصراً اسمه «نوڤال لوشاتو» وكان يعيش عيشة الملوك بالنسبة الى القصر والحاشية، والحماية الأمنية، وكان يسمح له بخطبة الجمعة ويوزّع «كاسيت» بالملايين تنظيراً لدعوته الدينية ضد أهل السُنّة، ومشروعه أي مشروع ولاية الفقيه.
ثم ما لبث أن خلعت أميركا الشاه كما قلنا، وجاءت بآية الله الخميني وتسلم الحكم في إيران وأوّل عمل قام به، للتمويه هو احتلال السفارة الأميركية في طهران، التي بقيت ٤٤٤ يوماً تحت الحصار، وخلال الحملة الانتخابية للرئيس الاميركي رونالد ريغان، الذي لم يكن يعرف اللعبة، حيث وعد انه إذا انتخب رئيساً سيمحو طهران من الوجود، وهدد الذين يحاصرون السفارة بالانسحاب، وهكذا وخلال ساعات من وصول الرئيس ريغان الى البيت الأبيض، فكّ الحصار عن السفارة وهرب جماعة ما يسمّى في ذلك الوقت الحرس الثوري.
أوّل عمل قامت به الثورة إقفال السفارة الاسرائيلية وفتح سفارة فلسطين بدلاً منها، طبعاً هذه الخطوة مدروسة إذ يرغبون أن يسرقوا العلم الفسطيني والقضية الفلسطينية، التي هي القضية المركزية للعالم العربي، ثم بدأت بالحرب على العراق، تحت النظرية الأساسية وهي التشيّع وتصديره، وبقيت هذه الحرب مدة ٨ سنوات، ولولا صفقة السلاح الاميركية المشهورة، باسم «إيران غيت» لولاها لكانت العراق متفوّقة عسكرياً واحتلت منطقة الفاو، وكانت الجيوش العراقية دخلت الاراضي الايرانية، طبعاً أميركا ليس في مصلحتها أن يربح أي طرف فكانت صفقة «إيران غيت» التي غيّرت المعادلة وفرضت التوازن، ونتذكر قول آية الله الخميني، عندما وقع على اتفاق السلام مع الرئيس صدّام حسين «إنني أشرب كأس السم».
إنطلاقاً مما ذكرنا، فإنّ أميركا لا تهتم الى ما يقوله ويصرّح به الضباط، وبعض رجالات الدين الايرانيين، لسبب بسيط لأنها لو أرادت أن تغيّر الحكم في إيران فلا تحتاج الى جهد كبير فالموضوع لا يحتاج إلاّ لقرار صغير وينتهي الحكم في إيران الذي لا يحكم إلاّ بالقوة المسلحة.