IMLebanon

أميركا اختارت إيران بديلاً لإسرائيل [3]  

 

 

منذ اللحظة الأولى التي وطأت قدماه أرض إيران، أطلق آية الله الخميني شعار التشييع وولاية الفقيه، هذا الكلام استفَزّ الرئيس العراقي صدّام حسين الذي اعتبره تحريضاً على فتنة طائفية بين أهل السنّة والشيعة في العراق، خاصة وأنّ هناك أقلية سنيّة من دون الأكراد طبعاً تحكم العراق وأقلية علوية تحكم سوريا، وهذه طبعاً نقطة الضعف التي دخل بها آية الله الخميني الى العراق، إذ لم يمضِ أكثر من سنتين من عودته الى طهران حتى قامت الحرب بين إيران والعراق، خاصة وأنّ الرئيس صدّام حسين كان يعتبر ان نظام الملالي الايراني يشكل خطراً كبيراً على الاستقرار في العراق.

 

عندما بدأت الحرب كان هناك في البنك المركزي العراقي 180 مليار دولار كفائض، وهذا يدل على الغنى المالي لهذه الدولة الغنية بالنفط والزراعة، إذ يوجد فيها نهران، دجلة والفرات، والشعب العراقي من أنشط الشعوب العربية، أما الجيش العراقي فهو من أهم الجيوش العربية، فهو الذي منع إسرائيل من احتلال دمشق. وكما ذكرنا سابقاً فإنّ هذا هو السبب الرئيس الذي دفع وزير خارجية أميركا اليهودي هنري كيسينجر الى تحضير مؤامرة للقضاء على النظام العراقي.

 

في بداية الحرب حقّق الجيش العراقي انتصارات كبيرة كاستعادة «الفاو»، أهم منطقة نفطية وزراعية، والأهم ان أهل تلك المنطقة هم من العرب، ولكن كما تعلمون فإنّ الامبراطورية الفارسية احتلت تلك المنطقة وضمتها الى امبراطوريتها، وهنا جاءت عملية «إيران غيت»، حيث اشترت إيران الاسلحة من اسرائيل لكنها انفضحت. ولكن من يحاسب أميركا وإسرائيل؟!!

 

العجيب الغريب أنّ تلك الحرب دامت ثماني سنوات انتصرت فيها الدولة العراقية في البداية ثم عمدت أميركا وإسرائيل الى دعم إيران بالاسلحة كي تبقى الحرب قائمة ولا يربح فيها أي طرف، وهكذا استمرت الحرب ثماني سنوات، وعندما تم الاتفاق على وقف اطلاق النار قال آية الله الخميني بأنه يشرب كأس السم.

 

هكذا دُمّرَ الجيش العراقي في حرب عبثية بدل أن تُهْدَرَ كل تلك الأموال من أجل تحرير فلسطين… ويُقال إنّ كلفة الحرب خلال 8 سنوات وصلت الى 1000 مليار دولار، وهناك أيضاً كلفة ثانية لإعادة إعمار ما خلفته الحرب تقدّر بألف مليار دولار أخرى كي تعود الدولة كما كانت قبل الحرب.

 

والجدير ذكره هنا، ان دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية دفعت القسم الأكبر من كلفة الحرب التي وصلت الى ألف مليار دولار، وكانت الكويت من أكثر الدول دعماً للرئيس صدّام بعد المملكة العربية السعودية. وهنا لا بد أن نذكر المغفور له الملك فهد لعطاءاته غير المحدودة من أجل دعم العراق ورئيسها صدّام حسين.

 

والجدير ذكره أيضاً ان المغفور له أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، كان يزور سوريا ويقول للرئيس حافظ الأسد: «لماذا تدعم إيران؟»، وكان الأسد يقول له: «أنا ضد تلك الحرب وأنا أحاول أن ألعب دور الوسيط لإيقافها ولكن الرئيس صدّام كان مصرّاً على القضاء على الخميني».

 

ولنا عودة الى بعض خلفيات الأمور التي سوف ننشرها في ما بعد.

 

إنّ مَن ينظر الى تلك الحرب بين إيران والعراق يرى ان المستفيد الوحيد، من تلك الحرب هي أميركا وإسرائيل في الوقت نفسه.

 

فأميركا تبحث عن حروب دائمة لأنّ مصانعها بحاجة الى الحروب كي تبيع أسلحة، كما ان هذا الاقتصاد يعتمد اعتماداً كبيراً على السلاح لأنّ ميزانية السلاح تصل الى المليارات، ولا يمكن أن يُحقق أي عمل آخر ما تحققه عائدات بيع الأسلحة.

 

[وغداً سنتحدث عن سوريا في الحلقة الرابعة]