Site icon IMLebanon

«استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»  

 

أظهرت الانتخابات النيابية التي جرت في 6 أيار 2018 أنّ البلد له عنوان واحد، وهو أنّ كل طائفة في لبنان لها زعيم أو إثنان، وربما في بعض الأحوال نصف زعيم أو ربع زعيم، وهذا يفسّر أنّ كتلة الوزير جبران باسيل حصلت على 29 نائباً، والسؤال هنا هو هل هؤلاء النواب للوزير جبران باسيل؟ بصراحة، كلا وعلينا أن لا ننسى أنه في مرتين سابقتين لم يحالفه الحظ وسقط في دورتين إنتخابيتين، يعني أنّ صاحب هذه الكتلة الشرعي هو الرئيس ميشال عون.

 

كذلك فإنّ قائد «القوات اللبنانية» استطاع أن يحصل على 15 نائباً وهو غير مرشح.

الرئيس الحريري حصل على 21 نائباً بالرغم من أنّ قانون الانتخابات الأخير كان معمولاً خصيصاً لكي يحرج الرئيس، ويأتي بالمعارضة السنّية، وبالرغم من كل المؤامرات استطاع الحصول على 68% من النواب السنّة.

الرئيس نبيه بري حصل على نصف عدد النواب الشيعة.

«حزب الله» حصل أيضاً على النصف الآخر، وفي الحقيقة هذه النتيجة كانت معروفة ومتوقعة، لأنه ما دام هناك سلاح فلا توجد ديموقراطية ولا انتخابات حرّة.

نعود الى الكلام الذي قاله الرئيس ميشال عون عام 2009 في مقابلة تلفزيونية حيث قال: ما هذه البدعة أنّ هناك حصة لرئيس الجمهورية في الحكومة؟!

وأخيراً، وكما يقولون، «أوّل دخوله شمعة عا طوله» صرّح نائب رئيس المجلس النيابي الذي جاء بالقانون العجيب – الغريب وعاد الى المجلس النيابي ليتحفنا بالقول إنّ عام 2009 وفي «اتفاق الدوحة» تمّ الاتفاق على أن يكون لرئيس الجمهورية عدد من الوزراء، ونسي أنّه بـ»اتفاق الدوحة» جرى الاتفاق على الثلث المعطل، وعلى عدم الاستقالة، الذي لم يلتزم بها الحزب العظيم.

الآن، يريد الوزير باسيل حصة له كممثل أكبر لائحة برلمانية مسيحية في المجلس، وكذلك يريد حصة لرئيس الجمهورية، والمطلوب هنا الإعتداء على حصة رئيس «القوات اللبنانية» في الحكومة.

على كل حال، نشكر الرئيس سعد الحريري على سعة صدره وعلى طرحه بالنسبة لحصة رئيس الجمهورية في الحكومة، حيث قال إنّ الرئيس الحريري أيضاً يجب أن يكون له حصة في الحكومة.

والعجيب الغريب لم يتحدّث أحد عن حصة رئيس المجلس الذي قال «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان».

عوني الكعكي