IMLebanon

القوات: مجموعات مسلّحة بالجنازير تعدّت على طلابنا في اليسوعية خوفاً من فوزنا ..ومعركتنا مع منظومة السلاح والفساد

 

شكّلت الإشكالات الأمنية التي رافقت الإنتخابات الطلابية في الجامعة اليسوعية حدثاً بارزاً، إذ أعادت إلى الواجهة مناخ التوتّر السياسي على المستوى العام، وليس فقط على مستوى الأحزاب والطلاب حيث بدا لافتاً تكتّل التحالفات بين فريق 8 آذار، كفريق أوّل، والمستقليّن كفريق ثانٍ، و«القوات اللبنانيّة» كفريق ثالث.

 

وعلى هذه الخلفية، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ «الديار»، أن الإشكالات في الجامعة اليسوعية مفتعلة حيث يتم استقدام مجموعات من خارج الجامعة من أجل ضرب صورة «القوات» وحظوظها الواسعة بالفوز في هذه الإنتخابات، وذلك في رسالة إلى المستقلين بضرورة عدم التصويت للأحزاب، أي طالما أن صورة حزب الله و«التيار الوطني الحر» وكل منظومة 8 آذار محروقة شعبياً، فيجب حرق «القوات» معها خشية من فوزها في اليسوعية.

 

ورأت المصادر أن المواجهات التي حصلت في اليسوعية على مدى اليومين الماضيين، تؤكد وجهة نظر «القوات» بضرورة التخلّص من هذه المنظومة التي شغلها الشاغل ضرب الإستقرار، والممارسات الميليشياوية، ولم يصل لبنان إلى ما وصل إليه من أزمة وجودية وكيانية ،إلا بفعل هذه المنظومة التي على الطلاب التصويت لمن هو قادر، أي «القوات»، على مواجهتها، وبالتالي،فإن المعركة الحقيقية في اليسوعية هي مع هذه المنظومة بشقّيها السلاح والفساد.

 

واعتبرت المصادر، أن لبنان ينقسم اليوم بين صورتين: صورة انفجار 4 آذار الذي يعبِّر بدقة عن صورة منظومة السلاح والفساد، وصورة 17 تشرين التي نجحت في توحيد الساحات اللبنانية من أجل التخلّص من هذه المنظومة، وشدّدت على ضرورة التخلّص من ممارسات هذه المنظومة التي ظهرت بأبشع صورها في شوارع الأشرفية من خلال مجموعات مسلّحة بالجنازير والعصي والآلات الحادة، في تعبير عن صورة بربرية وهمجية.

 

وأكدت المصادر أن «القوات» لا تخوض معركتها في مواجهة المستقلّين كما يحاول البعض تظهير المواجهة، إنما مواجهتها كانت وما زالت مع من ينتهك السيادة اللبنانية، ومن يُفسد الدولة اللبنانية، وبالتالي، معركتها تكمن في مواجهة المنظومة القائمة وأفكارها، فيما كل من هو مستقل يبقى أقرب منها وإليها من المنظومة القائمة، وتتعامل معه على قاعدة الإنفتاح والحوار، ولكنها في الوقت نفسه لا تخشى أحداً، وتفتخر بنضالها والتزامها وثوابتها ورؤيتها للبلد التي لا يجب أن تختلف مع رؤية أي مستقل يريد قيام دولة واستقرارها وازدهارها والحفاظ على نمط عيش اللبنانيين التاريخي.

 

وكانت الدائرة الاعلامية لـ«القوات» اصدرت بياناً جاء فيه: «انه بالرغم من كلّ دعوات «القوات اللبنانية» للتهدئة من أجل عدم تعكير أجواء الانتخابات الطالبية في الجامعة اليسوعية، وترك اللعبة الديموقراطية لتأخذ مجراها الطبيعي، وبالرغم من اتخاذ كل الإجراءات اللازمة تجنباً لصدامات بهدف التشويش على سير العملية الانتخابية من قبل فريق سياسي فاقد لأعصابه بسبب المزاج الطالبي العام الذي يقف ضد نهجه وممارساته، فوجئنا صباح اليوم (أمس) بمجموعات من خارج الجامعة متسلحة بالعصي والسكاكين والحجارة والآلات الحادة والقنابل المضيئة، متسللةً في شوارع الأشرفية وكأنها ساحة قتال لا ساحة علم وحضارة، لتقوم بالاعتداء على الطلاب في محاولة لإخافتهم وترهيبهم وضرب العملية الانتخابية».

 

والجدير ذكره ان الطلاب الذين أصيبوا بالاعتداء الهمجي تقدموا بدعاوى شخصية بجرم محاولة القتل، كما ان القوى الأمنية اعتقلت، حتى الآن، ثلاثة من المهاجمين، وتعمل على تطويق المكان والحادث.

 

أما على صعيد المعركة الإنتخابية، وبحسب مصدر قيادي قواتي،فإن «القوات» لا تخاصم المستقلين بل خصومتها ثابتة، تبدأ في النهج، ولا تنتهي بطريقة التعاطي السياسي والتطبيق، فـ«القوات» لا تتبدّل، ولا تبدّل أياً من قناعاتها السياسيّة، تخاصم على قاعدة الأفكار والمشاريع السياسية،وتتجسّد في خصومتها مع فريق 8 آذار، ومع الأكثرية الحاكمة، ومع «الثنائي الشيعي»، ومع «التيار الوطني الحرّ»، فالخصومة الحقيقية هي مع كل الذين أوصلوا لبنان إلى هذا الدرك الذي بات به اليوم،وهذا الإنحدار لما تحقّق لولا مستويات ثلاثة وحدها هذه المنظومة الحاكمة مسؤولة عنها كالآتي:

 

ـ المستوى الأول: في السيادة والإستقلال والقرار الحرّ:

 

لقد تنازل فريق واسع من اللبنانيين عن مشروع السيادة الذي شكّل رأس حربة ثورة 14 آذار تحت ذرائع مختلفة في الظاهر، لكن ما بدا بعد «ذوبان الثلج» غير ذلك بكثير، حيث أيقن اللبنانيون جميعهم أن ما تمّ التنازل عنه في 6 شباط 2006 على مذبح كنيسة مار مخايل في الشياح، لم يكن فداءً للبنان أو حتى لحماية المسيحيين فيه، إنما كان لمكاسب في السلطة هي التي أوصلت البلاد إلى هذا المستوى الإنحداري الذي وصلت إليه. هذا من دون إغفال سياسة زجّ لبنان في أحلاف خارجية ضدّ العرب والمجتمع الدولي، فبات بلداً منعزلاً عن العالم ومقتلعا من عمقه الإستراتيجي.

 

ـ المستوى الثاني: في الشأن الإجتماعي ـ الإقتصادي ـ المالي:

 

لقد اعتمدت هذه السلطة نهجاً اقتصادياً ريعيّاً، مهملة كلّ القطاعات الإنتاجيّة في لبنان، لا سيما القطاعات الزراعية والصناعية. فبات لبنان دولة مستهلكة يقوم اقتصادها على الخدمات التي تدنّت نتيجة لنهج اعتمدته هذه السلطة في التعاطي السياسي، ما أدّى إلى تردٍّ في البنية التحتيّة.

 

ـ المستوى الثالث: في الفساد السياسي الذي بات منظومة عيش عرفت بـ «ثقافة الفساد» :

 

هذا الفريق نفسه أرسى نهجاً سياسياً ألفه اللبنانيون وأدّى إلى تحوّل الفساد السياسي إلى ثقافة سياسية تُدَار بواسطتها دفّة الحكم، فهيمنت المحاصصة والمحسوبية والإستزلام والصفقات والسمسرات على حساب الكفاءة والتنظيم ومصلحة الوطن.

 

وأضاف المصدر، قد تختلف «القوات» مع المستقلين أو قد تلتقي معهم، ومن المؤكّد أنهم أفضل من هذه المنظومة الحاكمة لأنهم خارجها، لكن من المؤكّد أنها لن تتفّق مع أيٍ من هذه المنظومة الحاكمة، وتفضّل مليون مرّة الإلتقاء مع المستقلّين على أيٍ من ثوابتها، أو حتى عند أي تقاربٍ،بمعزل عن رأي بعضهم في «القوات»كقوات، وهذا حقّهم الديمقراطي.

 

وأكد المصدر، أن معركة «القوات»ستبقى مع هذه المنظومة الفاسدة، وفوز المستقلين بالنسبة إلى «القوات اللبنانية» هو حكماً أفضل بكثير من فوز منظومة السلطة الفاسدة، والدلائل كلّها تشير إلى التقاء سيحدث قريباً بين المستقلّين و«القوات» نظراً لوجود مساحات مشتركة في مستويات مختلفة بدءاً بنمط العيش، حتى لو لم تبدأ بموضوع السيادة، فمن المؤكد عدم الإختلاف بموضوع محاربة الفساد وبناء الدولة التي تتمتّع برؤية اقتصادية نقدية واضحة.