مرّة جديدة، يربح «النادي العلماني» معركته في وجه أحزاب السلطة، ويواصل اختراقه المشهد الجامعي والاستحواذ على ثقة الرأي العام الطالبي بتعزيز حضوره في جامعة القدّيس يوسف، حيث فاز برئاسة الهيئات الطالبية في كل الكليات (12 كلية) التي خاض فيها الانتخابات تحت اسم حملة «طالب». في المقابل، انتزع «المستقلّون» ثماني كليات، فيما حاز تحالف طلاب التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل رئاسة الهيئات الطالبية لأربع كليات، ومن بينها كلية إدارة الأعمال في مجمع هوفلين، حيث أمّ المعارك. أما طلاب حزب القوات الذين خاضوا المعركة منفردين فلم يتمكنوا من الوصول إلى رئاسة الهيئة الطالبية في أيّ من الكليات الـ24. وبذلك، يكون «النادي العلماني» هو الفائز الأوّل في انتخابات «اليسوعيّة» من حيث عدد الكليات. وبما أن عدد المقاعد غير مرتبط بعدد رئاسات الهيئات الطالبية، فإنّ المقاعد الـ 240 توزّعت على القوى المتنافسة كالآتي: 95 مقعداً للمستقلين، 85 مقعداً للنادي العلماني، 36 مقعداً لتحالف التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل و24 مقعداً للقوات اللبنانية.
يُذكر أن «النادي العلماني» فاز بـ 85 مقعداً من أصل 101 مقعد فقط في الكليات الـ12. وقد فاز مرشحو 9 كليات بالتزكية. والكليات هي التأمين والطب العام التي ذهبت للمستقلين، والعلوم الإنسانية والإعلام والتربية وطب الأسنان التي كانت من نصيب «النادي العلماني«، والاتصالات والصيدلة والترجمة التي حظي بها تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل.
انتصار «النادي» الأساسي كان في كلية الحقوق والعلوم السياسيّة التي اكتسبت هذه السنة، كما قال في بيان، «رمزية خاصّة نظراً إلى الحملات التي نظّمتها الأحزاب الطائفيّة هناك في وجهنا، إضافة إلى جوّ الشحن المذهبي واللجوء إلى العنف بين الأحزاب خلال العمليّة الانتخابيّة». ورأى أن «الأرقام عكست عدم اكتراث الطلاب لحملات التضليل الطائفي بحقّ النادي ومرشحيه، وثقة الطلاب بالتجربة السياسيّة والطالبية البديلة التي تقدّمها النوادي العلمانيّة التي اكتسبت مصداقيتها منذ عام 2008». وسار «النادي» في معركته بعناوين أساسية: حقوق الطلاب والعدالة الاجتماعية والديمقراطية التشاركية والعلمانية.
ووسط الإصرار على إجراء الانتخابات حضورياً، امتدّ الاستحقاق على أربعة أيام، فحضر طلاب الدراسات العليا في اليوم الأول، وطلاب السنة الأولى في اليوم الثاني، وطلاب السنة الثانية في اليوم الثالث، وطلاب السنة الثالثة في اليوم الرابع. واقترع بين 50 و55 في المئة من الطلاب، بحسب الكليات، وفق النظام النسبي واللوائح المقفلة. وشهد اليومان الثاني والثالث إشكالاً يتكرر كل عام بين طلاب حزب القوات اللبنانية وطلاب حزب الله تخلّله شدّ عصب طائفي، وحفلة شتائم للرموز، ورفع القوات شعار «حماية الأشرفية» وتجمّعات للمحازبين للطرفين من غير الطلاب خارج أسوار الجامعة وتحديداً على مداخل مجمع هوفلين وفي الشوارع المؤدية إليه، وحصل تضارب وأوقفت القوى الأمنية ثلاثة طلاب من حزب الله وثلاثة من القوات.
وكان تيار المستقبل أعلن مقاطعته للانتخابات، فيما دعم مرشحي حزب الكتائب في بعض الكليات بطريقة غير معلنة كتعبير عن التباين مع القوات، علماً أن التيار حالياً في وضعية «انسحاب» على المستوى الطالبي الجامعي الوطني. أمّا حزب الكتائب، فعمل على تعزيز حضوره بما لديه من أصوات المرشحين المستقلين.