على خلفية أحداث الطيونة، أرجأت جامعة القدّيس يوسف انتخابات المجالس الطالبية التي كان مقرراً إجراؤها بعد يومين من الحادثة من دون أن تحدّد موعداً جديداً لها، وهو ما أثار مخاوف القوى الطالبية من اتخاذ الحادثة ذريعة لإلغاء الانتخابات التي ستُجرى أساساً عن بعد. إلا أن إدارة الجامعة حدّدت السادس من تشرين الثاني المقبل موعداً «مبدئياً» للانتخابات، عازية التأجيل إلى «التشنّجات السياسيّة وسوء الأوضاع الأمنيّة»، على ما قالت لـ «الأخبار» الأمينة العامة للجامعة نادين رياشي.
ومع أن التحالفات الانتخابية أُبرمت قبل الأحداث، إلا أن بعض القوى، ولا سيما النادي العلماني والتيار الوطني الحر، تتوقع أن تؤثر الأحداث الأخيرة على نتائج الاستحقاق، خصوصاً لجهة فكّ التحالف غير المعلن بين حركة أمل والقوات اللبنانية، في حين تنفي أمل وجود مثل هذا التحالف وتدرجه ضمن «الخيال العوني».
«النادي العلماني»، اللاعب الأساسي في المعركة الانتخابية، يخشى من تبعات التأجيل لأن من شأن ذلك أن يؤدي، وفق رئيس النادي طارق غصن، «إلى زيادة الضغوط التي تمارسها الأحزاب على المرشحين المستقلّين جرّاء تمديد الفترة الفاصلة بين الإعلان عن أسماء المرشحين واليوم الانتخابي من أسبوع إلى شهر». أما حزب الله فرحّب بالتأجيل لأنّ «القوى السياسية تحاول استثمار الحادثة ونقل التجييش وشدّ العصب إلى الانتخابات الطالبية فتطرح شعارات حزبية مثل شعار رفع السلاح غير الشرعي لحزب الله كما لو أنها تخوض الانتخابات النيابية»، على ما قالت مصادر في التعبئة التربوية في حزب الله.
ويخوض «النادي العلماني» المعركة هذا العام بلائحة «طالب» مدعوماً من «قوى التغيير الطالبية»، على جبهتين، الأولى ضد التيار الوطني الحر المدعوم من حزب الله، والثانية ضد حزبَي الكتائب والقوات اللبنانية. وخلافاً لما قدّمه تيار المستقبل من دعم لهذين الحزبين في السنوات السابقة، يؤكد هذا العام «أننا لن ندعم أي مرشح أو نصوّت له لا من فوق الطاولة ولا من تحتها»، بحسب المنسّق العام في قطاع الشباب في تيار المستقبل بكر حلاوي.
ويتوقع «النادي العلماني» أن تندلع في مجمع هوفلان، حيث كلية إدارة الأعمال، «أمّ المعارك» بينه وبين لائحة تجمع القوات والكتائب. وقد أشيع بين الطلاب في الكلية نفسها أن حركة أمل ستدعم لائحة القوات في وجه لائحة «طالب». لكن، بعد أحداث الطيونة، «ماذا سيحصل لهذا التحالف غير المعلن»؟ تسأل القوى الطالبية.
المسؤول في مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل، علي ياسين، أكد لـ «الأخبار» أن «حركة أمل لن تشارك في هذه الانتخابات لا من قريب ولا من بعيد وليست في وارد التصويت للقوات اللبنانية قطعاً حتى قبل أن تقع جريمة الطيونة»، محملاً مسؤولية إثارة مثل هذه «الشائعات» للتيار البرتقالي.
وقد جرت العادة أن تشارك «أمل» في الانتخابات مع حزب الله ضمن لائحة واحدة، وبما أن الأخير سيقاطع انتخابات اليسوعية كما الجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية الأميركية لأنها «تفقد قيمتها في ظل نظام التصويت الإلكتروني عن بعد»، بحسب المصادر، كانت «أمل» أمام خيارين: إما الانسحاب أو المشاركة بلائحة منفردة تعرف أنها لن تنجح، فانسحبت، و«لن تصوّت لأي لائحة»، كما أوضح ياسين، أي أنها لن تشارك في الاستحقاق لا ترشيحاً ولا اقتراعاً. أما حزب الله فأشار إلى أن طلابه سيقترعون لمرشحي التيار الوطني الحر أينما حلوا، نافياً أن يكون لديه مرشحون، و«الطلاب الشيعة على لوائح التيار لا ينتمون إلى حزب الله».
الجوّ السياسي المشحون انعكس على الحياة الجامعية ليس فقط في «اليسوعية»، وإنما في غيرها من الجامعات، ولا سيّما لجهة رفع منسوب التوتر على مواقع التواصل الاجتماعي بين الطلاب المنتمين إلى أحزاب مختلفة.
مسؤول الجامعات الخاصة في بيروت وصيدا في التيار الوطني الحر، يورغو أبي خليل، تحدث عن إشكال وقع بين طلاب مؤيدين لحزب الله في كلية الهندسة وآخرين مؤيدين لحزب القوات، ما دفع إدارة الجامعة إلى تحويل الدروس الحضورية إلى «أون لاين». فيما توقع غصن ازدياد منسوب التوتر، على بعد أسبوعين من بدء الانتخابات.