انتخابات «اليسوعية»: «العلماني» يسيطر… و«هوفلان» للقوات «من دون» دعم أمل
بغياب مرشّحي «الثنائي الشيعي»، استرجع حزب القوات حرم «هوفلان» في الجامعة اليسوعية حيث أمّ المعارك، وخسر التيار الوطني الحر «قلعة» كلية الهندسة للمرة الثانية وتراجع حضوره في كليات بيروت، وواصل «النادي العلماني» اختراقه للمشهد الجامعي وبقي فائزاً أول بالتمثيل الطالبي. غياب الشعارات الطائفية عن الاقتراع هذا العام، «صودف» مع اتهامات لحركة أمل بالاقتراع لمرشحي القوات، الأمر الذي نفاه الطرفان
احتفظ «النادي العلماني» بثقة الرأي العام الطالبي في جامعة القدّيس يوسف، بفوزه برئاسة الهيئات الطالبية في 10 كليات من أصل 15 خاض فيها الانتخابات باسم حملة «طالب»، في حين استعاد طلاب حزب القوات اللبنانية حرم العلوم الاجتماعية، أو ما يعرف بـ«هوفلان» في معركة قاسية مع «النادي العلماني»، بعد إحجام التيار الوطني الحر عن ترشيح طلاب في الحرم. وكان التيار قد «قبض» على «هوفلان»، العام الماضي، نتيجة تحالفه مع كل من حزب الله وحركة أمل، وبمشاركة 95 في المئة من طلاب «الثنائي» يومها في الاستحقاق.
وفي المعلومات، أن التيار أعطى هذا العام أصواته في «هوفلان» للوائح النادي العلماني.
وفي تقدم ملحوظ، فاز طلاب «القوات» برئاسة هيئات 5 كليات، مقابل تراجع مدوّ للتيار الوطني الحر في كليات بيروت (لم ينل سوى كلية الترجمة بالتزكية)، بما في ذلك خسارته مرة جديدة «قلعته» التاريخية، أي كلية الهندسة في مجمع المنصورية، والتي ذهبت رئاسة هيئتها للسنة الثانية على التوالي إلى مجموعة من الطلاب المستقلين MES ، تنسق مع «النادي العلماني».
وبحسب مسؤول جامعات بيروت وبعبدا، يورغو أبو خليل، حظي التيار أيضاً برئاسة الهيئات في كل من مجمع زحلة ــــ حزرتا، ومجمع زحلة ــــ مجدليا ومجمع صيدا فقط.
الانتخابات جرت في 21 كلية من أصل 25 في بيروت (4 كليات لم تجر فيها انتخابات هيئات طالبية)، وفي مجمعين في البقاع وواحد في صيدا وآخر في طرابلس. وتوزعت رئاسات الهيئات الطالبية الـ 21 على القوى كالآتي: النادي العلماني (10 كليات)، القوات (5 كليات)، التيار الوطني الحر (كلية واحدة)، الكتائب (كلية الصيدلة) وتجمع المستقلين (4 كليات).
أما رئاسات مجمعي زحلة وصيدا فكانت من نصيب التيار الوطني الحر، فيما نال رئاسة مجمع طرابلس تجمع مستقل خاض الانتخابات بعنوان «صار وقت تغيّر …صوت».
وفي مقارنة للنتائج، توزعت الكليات الـ 24 التي جرت فيها انتخابات هيئات طالبية العام الماضي على الشكل الآتي: النادي العلماني (12 كلية)، التيار الوطني الحر وحلفاؤه (4 كليات)، والمستقلون (8 كليات)، فيما لم تفز القوات بأي كلية.
التيار العوني يصوّت لـ«العلماني» في «هوفلان» و«أمل» تقترع بـ«الأبيض»
وبحسب الناشطة في «النادي العلماني» تاليا الكيساندوكس، حاز النادي هذا العام رئاسة هيئات 7 كليات بالتزكية، هي: كلية العلوم والآداب الإنسانية، مدرسة القابلات القانونيات، المعهد العالي لعلاج النطق، معهد العلاج الانشغالي، معهد العلوم السياسية، كلية علوم التمريض، والمعهد العالي للمعلمين، و3 كليات بالانتخابات هي: كلية العلوم الاقتصادية وكلية العلوم ومعهد التعليم السينماتوغراف. وقالت إن النادي خسر كلية الحقوق بفارق صوت واحد عن مرشحي القوات، ونافس «بشراسة» في كلية إدارة الأعمال التي شارك في انتخاباتها للمرة الأولى. ورأت الكيساندوكس أن التأجيل «القسري» للاستحقاق على خلفية أحداث الطيونة صبّ في مصلحة طلاب القوات الذين «شدّوا» العصب الطائفي ولا سيما في السنوات التعليمية الأولى.
ليس واضحاً، بحسب أطراف مقاطعة، أن «القوات» استغلت أحداث الطيونة لتشد العصب الطائفي، «ولو حصل ذلك، لحققت نتيجة أفضل، ليس في هوفلان فحسب، إنما في باقي الكليات أيضاً، علماً بأن عدد الطلاب المسلمين في السنة الأولى في «هوفلان» هذا العام يمثل 55 في المئة من العدد الإجمالي للطلاب».
رئيس مصلحة الطلاب في القوات، طوني بدر، قال «إننا ضاعفنا عدد المقاعد واسترجعنا حرم هوفلان» (كان برئاسة القوات في العام الدراسي 2019 ـ 2020،) الذي تجرى فيه عادة أمّ المعارك، ويشكل بالنسبة إليها أولوية الأولويات. ونفى ما أشاعه التيار الوطني الحر من «مزاعم عن تنسيق جرى تحت الطاولة بين القوات وحركة أمل في الحرم، إذ خاضت القوات الانتخابات بلوائحها المنفردة، ومثل هذا التنسيق لم يحصل مرة واحدة طوال 15سنة مضت ولن يحصل أبداً».
حركة أمل نفت هي الأخرى، في بيان، الأمر، مدرجة إياه في خانة «المحاولات الفاشلة للتيار لمحو هزيمته في انتخابات الجامعة اليسوعية، ولا سيما في حرم هوفلان الذي جرت العادة أن يفوز به بأصوات حركة أمل التي قاطعت الانتخابات هذا العام ترشيحاً واقتراعاً قبل مجزرة الطيونة بأسابيع لعدم رغبتها في خوض تخالف مشؤوم معه مرة أخرى».
وعلمت «الأخبار» أن «أمل» تبنّت أوراقاً بيضاء برزت لدى فرز أصوات مجمع «هوفلان»، في حين أن طلاب حزب الله لم يترشحوا للانتخابات، وتركت لهم حرية الاقتراع لمن يشاؤون، مع التأكيد على التحالف مع التيار الوطني الحر في الكليات التي ترشح فيها.
وبدا لافتاً غياب طلاب تيار المستقبل عن المشهد الانتخابي في كل الجامعات، ومنها اليسوعية لكونهم التزموا، بحسب ما جاء في بيان قطاع الشباب والطلاب في التيار، مقاطعة الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً.
وبخلاف الاقتراع الحضوري الذي امتد العام الماضي على أربعة أيام بسبب الظروف الصحية، والذي لم تتجاوز نسبته 55 في المئة، بلغت نسبة الاقتراع هذا العام 78.4%، وفق القانون النسبي واللوائح المقفلة الذي تعتمده الجامعة.
وساهم اعتماد الاقتراع عن بعد، في تخفيف حدة التشنج بين الطلاب، فغاب مشهد التجمعات الحزبية لشد العصب الطائفي وشتم الرموز الدينية التي اعتادت القوى استحضارها في كل عام، وهو ما كان يؤدي إلى حدوث اعتقالات للطلاب وإشكالات وتضارب بين الأطراف المتنافسة.