مرّ على لبنان الكثير من الويلات الامنية والاقتصادية والاجتماعية بدءاً من فقدانه جنى عمره في المصارف ، وصولا الى تدهور سعر صرف الليرة وضعف القدرة الشرائيّة، ولم يعد في لبنان طبقة فقيرة أو طبقة وسطى وطبقة غنية، فهناك من إستفاد من إنخفاض سعر الليرة فكوّن ثروات ضخمة، وبين متوسّط الحال الذي بات معدوماً، وفي ظلّ هذا كلّه أصبحت الساحة اللبنانية مستودعاً لكل أنواع المساعدات، من الإعاشة وصولا الى أسلوب جديد اليوم هو تأمين اللقاح كل حسب دائرته الانتخابية حصرا ، وهذا ما يدل على عدم الاهتمام بالصحة بمقدار الحفاظ على الاصوات الانتخابية.
وتقول مصادر وزارة الصحة أنها سمحت للقطاعات الخاصة بإستيراد اللقاحات على خلفية تلقيح العمال والموظفين للحفاظ على مستوى معين من الانتاجية ولعدم تعطيل المصانع ، على أن تقوم المؤسسات والنقابات والمصانع بشراء اللقاح من الشركة المستوردة وتوزّعه مجانًا على الافراد ، ولكن ما يتم سماعه في الاعلانات إختلف بعض الشيء، فهذا الباب الذي فتحته وزارة الصحّة إستفادت منه الأحزاب عبر المؤسسات التابعة لها لشراء اللقاح وتوزيعه على المواطنين أو ربما ناخبيها!.
وحسب مصادر نيابية في قضاء كسروان أرسلت بلديّات ومنها ، الغينة، زوق مصبح والكفور اعلاناً الى سكانها تبلغهم فيه أن اللقاح الصيني تأمّن للأهالي، وأن الحملة تمّت بالتنسيق مع «تيار المستقبل» والمسؤول في المنطقة شربل زوين ، وتقول هذه المصادر أن أيّ أحد يقوم بتسجيل إسمه من سكان البلدة أو من هو نفوسه من البلدة عبر المنصة التابعة لوزارة الصحة سيحصل على اللقاح الصيني، مؤكّدة أنّ العمليّة لن يكون فيها إستثناء لأحد، وتشدد على أنه حتى الآن التسجيل خجول، لكن هذه المصادر توضح أن الامر يتعلق حصرا بالعملية الانتخابية القادمة ولا لزوم للمواربة واللف والدوران ، مع أن هذه العملية برمتها مشكورة إذا كانت غير مرهونة بعملية مواربة لشراء الاصوات.
وتشير المصادر الى أن عملية التلقيح بدأت في بشري بلقاح «سبوتنيك» يوم أمس وبالرغم من مرور العملية بالقنوات العادية والمؤسسات الخاصة، إلا أن الدفعة الاولى كانت زهاء 2300 لقاح مع تحديد للاعمار بدءا بالاكبر سنا ، لكن كل شيء يمر عبر القوات اللبنانية ومكتبها ومن ليس من قضاء بشري لا يمكنه أن يأخذ اللقاح!!
في جبيل، لا يبدو أن المتصدرين المجالس في أيام الرخاء سوف يقدمون على خطوات مماثلة مع أن المنطقة يتواجد فيها الكثيرون من الميسورين ، مع العلم أن كل شخص بإستطاعته دفع ثمن لقاحه حفاظا على سلامته إنما « كبار « القوم من نواب وفعاليات ورؤساء إتحاد بلديات معظمهم قد تلقى اللقاح مع عائلته فقط، أما بقية البشر يمكن أن لا يكونوا محسوبين على الأحياء في هذا البلد ، وغدا عندما يطلبون صوت الناس في الصناديق سوف يتذكر الناخبون من وقف الى جانبهم ومن أهمل حتى عملية إخراج جثامين الموتى من المستشفيات ، ويقول رئيس بلدية كبيرة لم يستطع تأمين اللقاح لمواطنيه لضيق الحال مع تراجع مداخيل البلدية : في جبيل نعرف من أخذ اللقاح من خارج المنصة وبالأسماء ومعظمهم من الميسورين وسوف ننشر الاسماء كي يعي الناس أن نواب المنطقة لا يحملون هموم الناس إنما عندما تبدأ عملية « الشحادة « للاصوات سوف نكون بالمرصاد !!
وتضيف المصادر أن نواب كسروان يحلو لهم أن يسموا هذه الدائرة «بالعاصية» لحظة حاجتهم لأصوات الناس، أما الاّن وفي هذه اللحظة التاريخية المفصلية بين الحياة والموت وبغض النظر عن الاهمال في تأمين أبسط مقومات العيش والمساعدة كي يذكر التاريخ البعض من أسماء النواب، إلا أنهم بمعظمهم «كسروا أياديهم وشحذوا عليها» وفق التبرير المعتمد عن ضيق الحال عندهم !! أو التذرع بالكورونا كي لا يستقبلوا الناس حتى في حدائقهم، ويغض النظر عن إمكانات كل نائب أو مقتدر تركوا أن يأتي اللقاح من خارج المنطقة وهذا أمر مشكور، ويمكن أن يكون قد أزاح عن كاهلهم مشقة إستطلاع أحوال الناس والجائعين منهم ؟ وسجل لشربل زوين أنه تجرأ وعمد في عاصمة الموارنة بالذات أن يخدم الناس ولو جاء باللقاح من بلاد السند !!
وبديلا عن التمسك بهذه اللوحة الزرقاء التي باتت بشتى الطرق ولو على حساب صحة الناس دون قيمة تذكر، كان على النواب أن تتملك بهم بعض الشجاعة ويقدموا إستقالاتهم، وتختم المصادر بالدعوة الى المحاسبة والإقتصاص ممن تركوا شعبهم في فم التنين !؟