Site icon IMLebanon

جمود الملفات الداخليّة بانتظار مصير المنطقة… الفراغ في قيادة الجيش يقترب

 

رغم مرور أكثر من 10 أيام على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها بحرفية حركة حماس، ليس هناك مَن هو قادر على التكهن بالخطوة التي من الممكن أن تقوم بها “تل أبيب” في الأيام المقبلة، ولا بالرد الذي ستبادر إليه قوى المقاومة في حال تجاوز الخطوط الحمراء، فحتى القوى المعنية نفسها قد لا تكون قادرة على التنبؤ بما ستحمله المستجدات.

 

إن هذا الواقع يفرض إلقاء نظرة على ملفات لبنان الداخلية، ففي حال اندلاع الحرب ستتوقف الحياة السياسية الداخلية بشكل كامل، ويتم التفرغ لثلاث ملفات أساسية هي: ملف حال الطوارىء والنزوح، وهو مسؤولية حكومة تصريف الاعمال بالدرجة الأولى، ملف العلاقات السياسية بين لبنان والخارج وسيتولاه حكماً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وملف المقاومة على رأسه حزب الله.

 

هناك احتمال ان تبقى الأمور على ما هي عليه لفترة من الزمن، في ظل وجود حالة إرباك عند جميع الأفرقاء، تحديداً “تل أبيب”، التي لا تستطيع الذهاب إلى وقف لإطلاق النار من دون تحقيق إنتصار معنوي، يعيد لها هيبتها ويفرض معادلة ردع من وجهة نظرها، وقد لا تكون جاهزة لتوسيع المعركة، لذلك هي تبحث ربما عن حل وسطي ألمح إليه متحدث عسكري “إسرائيلي” عبر وكالة “رويترز” عندما أكد أن “الجيش الاسرائيلي يستعد للمرحلة التالية، والكل يتحدث عن عملية برية، وقد يكون هناك شيء آخر”.

 

في حال تحقق هذا الأمر فيجب البحث ببعض الملفات الداخلية اللبنانية، وعلى رأسها ملف قيادة الجيش التي تقترب شيئاً فشيئاً من الفراغ، في ظل غياب أي حلول سواء على مستوى المؤسسة العسكرية أو على مستوى معالجة ملف الفراغ الرئاسي، من هنا تقرأ مصادر نيابية كلام رئيس المجلس خلال لقائه رؤساء اللجان النيابية والمقررين، الى انه “امام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الاسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان، نحن امام فرصة لإنتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها ؟”.

 

وتُشير المصادر الى أن الملف الرئاسي لم يسقط من اهتمامات الدول التي تعمل عليه، كاشفة أن المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان أبلغ اللبنانيين أنه لم يلغ زيارته الى بيروت، ولكنه أجّلها بسبب التطورات في غزة والحدود الجنوبية، كذلك فعل القطريون الذين تحدثوا عن عودتهم الى بيروت “حين يكون الوقت مناسباً”، لكن في حال طالت حالة اللا استقرار، لم لا يلعب اللبنانيون دوراً بهذا الإطار؟ رغم علم المصادر أن هذه المسألة قد تكون مستحيلة في ظل الصراع القائم حالياً.

 

تخشى المصادر النيابية انه كلما طالت فترة الفراغ بظل التطورات، سيُربط الملف الرئاسي اكثر فأكثر بنتيجة ما يجري، وعندها قد يصبح البدء من الصفر ضرورة، لان موازين القوى تُرسم اليوم من فلسطين الى بيروت.

 

وفي وقت الفراغ هذا، تقترب مشكلة قيادة الجيش، وبحسب المصادر فإن هذا الملف موجود على طاولة النقاشات ، فهناك مَن يدعو للتعيين او التمديد رغم صعوبة الأمرين، مع الإشارة الى أن قائد الجيش أبلغ من يعنيهم الأمر انه لا يريد التمديد، بل يريد التعيين لقائد الاركان في حال كانت هناك استحالة لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن هذا الامر قد لا يعني حقيقة موقفه بطبيعة الحال.

 

وترى المصادر ان البلد توقف بانتظار مصير الحرب، ومَن يزور لبنان لا يسأل سوى عن الدور الذي من الممكن أن يلعبه حزب الله على مستوى الجبهة الجنوبية، لا سيما لناحية رفع مستوى تدخله في الحرب، إذ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة اليوم.