IMLebanon

“طلائع الأقصى”… أيّ باب يفتح على لبنان؟

 

في غياب تام لأي تطور سياسي داخلي، واستمرار تصدر الامن الجنوبي واجهة المشهد، مع تجدد العمليات العسكرية على جانبي الحدود، قفز الى سطح الحدث المحلي في الدولة اللبنانية الغائبة، نبأ ولادة تنظيم عسكري مُسَلَح هو “طلائع طوفان الأقصى”،  بحسب ما اعلنت حركة المقاومة الإسلاميّة – حماس في لبنان، داعية أبناء شعبها للانضمام إلى طلائع المقاومين، والمشاركة في صناعة مستقبل شعبهم، و”في تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك”، قبل ان تعود وتتراجع مكرهة، حيث يشير احد قيادييها في مجالسه، الى ان الخطة كانت منسقة مع اطراف لبنانية.

 

فالمشهد الاسود في غزة يلقي بظلاله على لبنان، حيث تتخوف اكثر من جهة من انفلات المجموعات الآخذة بالتسلح بحجة مقاومة “اسرائيل” حاليا، وتحوّل سلاحها باتجاه الداخل، خصوصا ان تجارب الامس القريب لا تبشر بالخير، ما قد يؤدي الى تفجير لبنان بعد انتهاء المعارك في غزة، في سياق مشروع واحد ينفذ على مراحل بادوات مختلفة.

 

مصادر مواكبة لملف الاسلاميين في لبنان، اشارت الى ان المسؤولين الاستخباراتيين الغربيين، وفي اطار مراجعتهم للأوضاع جنوب الليطاني، يركزون مع الجانب اللبناني حول هوية الجهات التي تقاتل الى جانب حزب الله، مركزة على ان تلك الجماعات قد تدفع في لحظة معينة الى تفجير الوضع، واسقاط القرار 1701، ما يعني عمليا المظلة الدولية التي يستخدمها الغرب للضغط على “اسرائيل” في ما خص لبنان.

 

وكشفت المصادر ان بيان حماس التوضيحي اخطر من الاعلان نفسه عن تشكيل “طلائع طوفان الاقصى” في لبنان، ما يعني ان ثمة فروعا اخرى له، اذ تضمن صراحة الحديث عن “استيعاب الشباب الفلسطيني في لبنان”، وهنا مكمن الخطورة، اذ يبدو ان الحركة تحاول الاستثمار في ما حققته في غزة لاحكام سيطرتها على فلسطينيي الشتات، في مواجهة حركة فتح، تمهيدا لفرض نفسها المفاوض باسم الشعب الفلسطيني، ما يعني عمليا حرب المئة سنة بين الفلسطينيين.

 

وتتابع المصادر ان خطة حماس بدأت على ما يبدو، مع اندلاع جولة الاشتباكات الاخيرة في مخيم عين الحلوة، التي انتهت الى تكريس وجود عسكري لها، عبر انضمام مجموعة من المقاتلين بقيادة ضابط الى القوة الامنية المشتركة، محققة بذلك انجازا عسكريا، ومسجلة انتصارا غير مباشر، مستفيدة من الجماعات الاسلامية المقاتلة داخل المخيم، والتي لا تفترق عنها عقائديا.

 

وفي هذا الاطار، فان المواجهة التي تجري على الجبهة الجنوبية اللبنانية، ودخول منظمات مختلفة على خطها، تدين بغالبيتها “للاسلام السياسي”، من “قوات فجر” وغيرها، وبينت ان عددا من الذين سقطوا هم من المطلوبين او تربطهم علاقات بمجموعات ارهابية قاتلت في الشمال ضد الجيش اللبناني، كما انه سقط بينهم عناصر اجانب من جنسية تركية، تبين انهم حضروا قبل ايام الى لبنان ودخلوا عبر مطار رفيق الحريري الدولي، لينتقلوا منه الى مخيم الرشيدية ،الذي كان حتى الامس ممسوكا من حركة فتح بالكامل.

 

المصادر التي ابدت خشيتها من الدور الذي قد تؤديه تلك الجماعات مستقبلا، ذكرت ان التحقيقات التي اجريت حول ما حصل في عوكر، من تخريب وتكسير وحرق واعتداءات، خلال الدعوة للتظاهر امام السفارة الاميركية، انما قامت به عناصر فلسطينية قدمت من مخيمات الجنوب والشمال، ملتفة على قرارات الاجهزة الامنية اللبنانية، حيث استطاعت الافلات من الاجراءات المتخذة والوصول الى مقصدها.