الصوت صوت عيسو واللمس لمس يعقوب…
هكذا حال صنوج معركة القلمون التي تضجّ في أرجاء لبنان، فيما هي في أبعادها وأهدافها معركة المنطقة العربيّة الذاهبة إلى تغييرات ومفاجآت تشبه تلك “الأشياء” التي تشيب من هولها رؤوس الأطفال.
والصنوج ذاتها تلتقي في مكان ما، أو منعطف ما، مع هواجس حزيران المعتادة، وقد انتابتني قبل أيام معدودة، فمررتُ بها على أمل أن يكون حزيران هذا الموسم مختلفاً عن الحزيرانات السابقة.
إلا أن ما أذيع أمس عن اكتشاف شخصين يراقبان السفير السعودي علي عواض عسيري، فضلاً عن الخطب العالية الصوت والعيار ضد المملكة العربية السعودية، من شأنها أن توحي إلى اللبنانيّين بأن لا موسم سياحة ولا اصطياف في هذا الصيف اللبناني الحار أيضاً. ومرّة أخرى. وعن سابق تصوّر وتصميم. وبـ”فضل” الجهة ذاتها. ولـ”مصلحة” لبنان الحر والسيد والمستقلّ، والذي يستميت بعض فئاته وبنيه في سبيل “توفير” مناخات الازدهار في فيافيه وحنواته.
لقد بكّرت الهواجس الحزيرانيّة، حقاّ. وليس غريباً أن يتوقّع “المراقبون” المزيد من الأفلام والمسرحيّات وما تستتبع من قطع طرق وإحراق دواليب وتهديدات بخطف حَمَلة هذه الهوية أو أبناء ذلك البلد العربي، إمعاناً في توفير الأجواء والمناخات الهادئة، والمشجِّعة لكل مَنْ يرغب في تمضية عطلة الصيف في الربوع اللبنانيّة… الغنّاء!
ولكن، يبدو أن المكلّفين إعداد السيناريوات وكل ما من شأنه إتمام المهمات التخريبيّة شاؤوا التبكير هذه المرّة، والشروع في تمرير “المقبّلات” باكراً، لغاية في نفس يعقوب، وربما لمآرب شتّى في نفوس محرّضيهم.
ثمة مَنْ يرى أن “قرار لا سياحة ولا اصطياف في لبنان”، والمتّخذ قبل عقد من السنين، لا يزال ساري المفعول. وفي إشراف الأطراف والدول المعنيين مباشرة، أو عبر “حلفائهم” المخلصين في هذا البلد المسكين.
ولا مانع، هنا، من ضمّ ما حققّته “عاصفة الحزم” في اليمن، وما كشفته من أدوار تُنْسَب إلى طهران وحلفائها الأبرار، ومن مخطَّطات جهنّمية تتناول ثلاثة أرباع دول العالم العربي، ناهيك بالسعوديّة والدول الخليجيّة.
هذا عن موسم الاصطياف، وموسم العزّ، ولهفة أطراف معروفين لتوفير كل ما يمكن أن يوفّر الأجواء والإجراءات المشجِّعة والمطمئنة لكل مَنْ يرغب في تمضية فصل الصيف ما بين فقش الموج ومرمى الثلج.
وما قيل عن قضية السفير يساهم حتماً في تحقيق مثل هذه الأمنية. وما تقصّر عنه تكمله “أم المعارك” في القلمون، وعليكم خير.