Site icon IMLebanon

كيلاني لـ “الديار”: نحترم سيادة لبنان وأمنه… ولا نريد التخريب أو إعادة الماضي البغيض

 

طلائع طوفان الأقصى ليست بديلاً عن القسام وليست سرايا مقاومة بل إطار شعبوي وتعبوي

 

إختلفت النظرة الداخلية من الأطراف السياسية بكل اتجاهاتها وانتماءاتها الحزبية، إلى إعلان حركة حماس في لبنان لإنشاء “طلائع طوفان الأٌقصى”، حيث أن موجةً من الإنتقادات قد سُجّلت بالتوازي مع تحفظٍ وحذر من قبل شخصيات سياسية وحزبية، قرأت في هذه الخطوة إنذاراً بمرحلة أمنية وسياسية جديدة ، لا تخلو من التحديات والأخطار الأمنية. وقد دفع هذا المناخ إلى أن يبادر الناطق الرسمي بإسم الحركة وليد كيلاني، لـ “طمأنة إخواننا اللبنانيين كما الجوار، من هذا المشروع”، مؤكداً لـ “الديار” أن “طلائع طوفان الأقصى، لا يستهدف أحداً ولا هو موجه ضد أحد ولا يشكّل بديلاً عن أحد”.

 

وحول أهم الأسباب لإطلاق مشروع “طلائع طوفان الأقصى”، يوضح أنه “في المخيمات الفلسطينية حيث تتواجد حركة حماس وهي 12 مخيما، كان من الملاحظً وبعد معركة طوفان الأقصى، حصول إقبال على مشروع حركة حماس في لبنان، وذلك بعد التجارب السابقة، إذ أن الشعب الفلسطيني، جرّب الإتفاقيات والمفاوضات على مدى 30 سنة، ولم يستطع الحصول على أية أهداف أو إنجازات للشعب الفلسطيني، وخصوصاً بالنسبة للاجئين خارج فلسطين”، مشيراً إلى أن ” تجربة طوفان الأقصى من خلال هذه العملية البطولية الإستراتيجية، قد شكّلت نموذجًا راقياً، وبات الفلسطيني خارج فلسطين، يشعر أنه وبعددٍ قليل وعدة قليلة، استطاع إرباك الجيش الذي لا يُقهر ولا يُهزم، واستطاع أن يُعيد القضية الفلسطينية إلى هدفها الأساسي وهو تحرير فلسطين”.

 

ويضيف أن “حماس لاحظت أنه بعد المدة الطويلة من اللجوء وانطلاق قطار التطبيع، بدأ الشباب الفلسطيني في الكثير من المخيمات، يذهب إمّا إلى التطرف الديني والداعشي، وإمّا نحو سلوكيات مضرّة أو فساد أخلاقي أو إلى المخدرات، ولذلك، ومنعاً لمثل هذا الإنزلاق واستخدام مثل هذه المشاريع المعادية والمضرّة، عملت الحركة إلى اطلاق هذا المشروع، بهدف ربط الشباب الفلسطيني والفتيان والفتيات بالقضية الفلسطينية، والعمل من أجلها والدفاع عنها، بعدما كادت تصبح في عالم النسيان وبات البعض يقول إن فلسطين لن تتحرر”.

 

وبعدما أعطت عملية “طوفان الأقصى” الأمل للشارع الفلسطيني، يرى إنه “كان من المفروض علينا كحركة متواجدة في الخارج وفي كل المخيمات، أن نعتمد على أنفسنا، لأننا رأينا كيف أن أكثر من 52 دولة عربية وإسلامية لم تستطع أن تقدم لغزة التي تُذبح وأُلقيت عليها أكثر من27 الف قنبلة حتى الآن، أي دعم وأن تفتح معبراً وهو معبر رفح”.

 

وعن انطلاقة فكرة “طلائع الأقصى”، يوضح أنها “تركز على جعل الشباب الفلسطيني يلتفّ حول المقاومة وحول مشروع المقاومة، ولذلك أنشأت الحركة إطاراً تعبوياً شعبوياً تحت مسمّى طلائع الأقصى، لاستيعاب الشباب وللعمل على بناء شخصيتهم وقيم وإخلاق دينية وبدنية ووطنية في نفوسهم تجاه القضية الفلسطينية”.

 

إلاّ أن كيلاني قد حرص على وجوب الإضاءة على نقطتين في المشروع المذكور، محدداً “الأولى بأنه لا يرتبط ببرامج وتوجيهات استراتيجيات لها علاقة بالرجوع إلى الوراء نحو التجربة الفلسطينية السابقة أيام الستينات والسبعينات وغيرها، ولا يمكن أن يتوهم البعض، أننا نفكر بحماس لاند كما كانت فتح لاند، لأنه ليس هذا هو المطلوب”.

 

أمّا النقطة الثانية، يتابع كيلاني، فهي “التأكيد أنه لا يوجد لدينا معسكرات تدريب ولا أماكن تدريب لا في المخيمات ولا خارجها، وكما يقولون حارتنا ضيّقة ونعرف بعضنا البعض، علماً أن ما من مساحات في المخيمات يستطيع أي فريق أن يدرّب فيها، وبالتالي فالمشروع سيستقطب من خلاله الشباب الفلسطيني الذين أقبلوا إلى الحركة أخيراً ولا يمكن أن نطلب منهم الرحيل”.

 

وفي هذا المجال، يلفت إلى أن ” تواجد الشعب الفلسطيني في الكثير من الدول العربية، في بوتقة معينة، قد أدى إلى دفعه سريعاً نحو التطرف غير المحسوب، خصوصاً بعد رؤيته للجرائم الإسرائيلية بحق شعبه، ولذلك أتى التوجه لضمّ الشباب ضمن إطار طلائع الأقصى”.

 

ورداً على سؤال حول وظيفة هذه الطلائع، يشدد على أنها “ليست بديلاً عن كتائب القسام وليست سرايا مقاومة ولا أي شيء، بل وبحسب واقع حركة حماس، هناك نظام يجب اتباعه وخارطة طريق يجب أن يسلكها الفلسطيني، ليكون عضوًا في الحركة، ولذلك ومن أجل أن نتجاوز هذه العقبات، كانت الطلائع لاستيعاب أعداد أكبر من خلال هذا المشروع”.

 

وفي سياقٍ متصل، يؤكد كيلاني ” إننا نحترم سيادة لبنان ونلتزم بالقوانين ونحرص على أمنه واستقراره وعلى عدم التدخل بشؤونه الداخلية، فنحن ضد الوطن البديل ونحن مع حقّ العودة، ولعل وعسى ننجح بالعودة إلى فلسطين، ويكون هذا الأمر بمساعدة الشعب اللبناني الشقيق، الذي تحمّل هذا العناء نتيجة هذا اللجوء الطويل، وكذلك نشكر حسن الضيافة وحسن الاستقبال، كما أننا لا نريد من خلال هذا المشروع، التخريب أو إعادة الماضي البغيض إن كنا نستطيع تسميته، لإخواننا اللبنانيين”.