يجمع الخبراء السياسيون على ان قوى 8 اذار لن تبقى كما هي عليه قبل ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، كذلك فان قوى 14 اذار لن تبقى كما كانت عليه بعد الانتخابات الرئاسية، حيث سيخرج من التحالفين من لن تعجبه المتغيرات التي ستسفر عن الانتخابات الرئاسية في حال جاءت بالجنرال رئيسا او رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، في حال تغيرت المعادلات السياسية بصورة شمولية كما هو مرتقب، حيث لا يعقل ان تبقى الامور على ما هي عليه بعد التمزق الذي سيطرأ على جميع التحالفات؟!
هذا ليس مجرد توقع سياسي بقدر ما هو لزوم ما يلزم بالنسبة الى ما كانت عليه الساحة العامة، لان لكل سياسي حساباته، اضف الى ذلك ما يصح توقعه من احراج سيؤثر على الجميع بلا استثناء لاسيما اولئك الذين لهم تأثير مباشر على ما قد يطرأ من متغيرات رئاسية وفي مقدم هؤلاء تيار المستقبل وحزب الله اللذين سبق لهما ان كانا على طرفي نقيض بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي العالق منذ قرابة السنتين.
المهم ان قلة من النواب ستتعلم مما حصل، ليس لانها لا تريد التغيير، بل لان التغيير سيفرض عليها ان تكون على حذر سياسي جراء الانقلاب في المواقف، اضف الى ذلك ان ما سيطرأ من متغيرات سيكون رهن الانتخابات النيابية في الفترة اللاحقة، حيث ستتغير التقاسمات باتجاه من يرغب في تغيير تحالفاته وهذا ما ستسأل عنه الكتل الكبرى مثل تيار المستقبل وحزب الله، لاسيما كتلة حزب القوات اللبنانية التي حدث التغيير جراء ما اقدمت عليه، وهذا مرتبط بما ستكون عليه في تحالفاتها النيابية وعلى اي اساس انتخابي طالما ان القانون لم يوضع بعد؟!
هذه الاسئلة لا بد ستطرح في المستقبل المنظور، حيث ستتغير المعادلات بحسب ما طرأ من متغيرات على صعيد تفاهم التيار الوطني الحر مع حزب القوات اللبنانية المؤهل لان يكون هدفا للمزيد من الانتقاد كذلك هدفا لمزيد ممن لن يعرف كيف يهاجم خصومه ومن اين ستأتيه الضربة السياسية من خصوم او من حلفاء سابقين تغيروا بفعل ما حصل على الارض؟!
اشارة في هذا الصدد الى انه من الصعب تحديد من سيعطي صوته الى العماد عون، كذلك بالنسبة الى من سيعطي صوته الى مرشحين اخرين حيث لن يعرف من الان ما اذا كان فرنجية سيبقى مرشحا وما اذا اصر تيار المستقبل على اعطائه اصواته، بعد انسحاب الدكتور سمير جعجع من المعركة الا في حال اصر رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على ترشيح النائب هنري حلو حيث ستتغير المعادلات بنسب كبيرة يستحيل توقع اين سيكون منها النائب فرنجية؟!
كذلك، لا بد من سؤال عما اذا كان فرنجية سيصر على ترشيح غيره بعد الخيار الذي طبع العلاقة بين التيار الوطني وحزب القوات الذي وجد نفسه مضطرا لان يحدد خياراته بعكس ما كان معروفا من ترشيح تيار المستقبل وقوى 14 اذار لجعجع الذي كما يقال عنه انه وجد نفسه مضطرا لان يختار طريقه بمعزل عن حلفائه السابقين بعدما تخلوا عنه من غير علم ولا خبر، حيث فوجئ فرنجية من خلال لقاء الاخير مع الرئيس سعد الحريري!
ان ما حصل لا بد انه شكل ما يتعدى المبادرة باتجاه واحد، بعد طول ترشيح جعجع وسحب البساط من تحت رجليه من غير اطلاعه على سبب وظروف ترشيح فرنجية بدلا عنه، ما حمله على اختيار الطريقة التي تناسبه وتحقق له مصلحته السياسية، وما يفرضه عليه تحالفه الجديد مع العماد عون، خصوصا ان ظروف سحب البساط من تحت رجليه اختلفت كثيرا عن كل ما سبق من تأييد في عز المعركة الرئاسية!
الذين من رأي جعجع ليسوا قلة، لاسيما لان بعضهم قد ادرك الضرب الذي اكله من غير ان يعرف انه مضطر لان يغير موقفه بالقوة كما حصل معه اقله لان المجريات السياسية فرضت عليه ذلك من غير حاجة الى التفكير بالنتائج التي خاض فيها مكرها بعد الذي حصل معه من دون انذار؟!