IMLebanon

رهانات وأجندات مختلفة في حرب واحدة

ليس صدفة ان تصبح الأولوية المطلقة في واشنطن وموسكو وعواصم أوروبا والمنطقة للحرب على داعش. وهي بالمعنى العسكري على الأرض حرب واحدة، من الجرود اللبنانية والقلمون الغربي الى الرقة ودير الزور وتلعفر والموصل. ولا يبدل في القاعدة مدى التنسيق واللاتنسيق بين القوى المحلية والاقليمية والدولية المنخرطة في المعارك. ولا بالطبع تبادل الاتهامات بين الذين يحاربون الارهاب بالمسؤولية عن صنع داعش. لكن التوظيف السياسي والاعلامي للمعارك العسكرية ليس واحدا. والأجندة الجيوسياسية لكل محور، ليست واحدة في مرحلة ما بعد داعش.

ومن هنا اختلاف القراءات في مشهد رسمه الجيش بادائه المهني الرائع في فجر الجرود. وفي هذا الاطار يأتي خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وصمت المسؤولين الكبار، وحرص قيادة الجيش على إكمال المعركة كما بدأت وهي تتحدث عن نفسها في النهاية، وسرعة الردود على الخطاب وأبرزها من تيار المستقبل ورئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. ولا مفاجآت حتى في الجانب التاكتيكي لجهة السعي لتسليط الكاميرا على معركة حزب الله والقوات السورية في القلمون بالتزامن والتوازي مع معركة الجيش وانتقاد السيد نصرالله لوسائل الاعلام بعد الشكوى من قلّة تغطيتها لمعركة القلمون.

ذلك ان الأطراف اللبنانية التي دعت الى عودة حزب الله من سوريا عسكريا سمعت ما مختصره ان الحزب يريد أخذ لبنان الى سوريا. والذين رفضوا منذ البدء معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي سماها حزب الله وحلفاؤه المعادلة الذهبية والماسية، وأرادوا ان يكون تحرير الجيش للجرود بداية العودة الى أحادية دور الجيش في حماية لبنان، فوجئوا بدعوة السيد نصرالله الى رباعية بدل الثلاثية، باضافة الجيش السوري الى الجيش والشعب والمقاومة.

والرباعية لدى حزب الله، هي في رأي الدكتور جعجع، سداسية وأكثر باضافة الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الايراني وسواهما.

والجانب التاكتيكي من كلام السيد نصرالله مفتوح على الجانب الاستراتيجي فهو يرى ان محور المقاومة انتصر في المعارك الدائرة في لبنان وسوريا والعراق واليمن. كما يرى الرئيس بشار الأسد ان المشروع الغربي سقط. والرهان هو على تبدّل موازين القوى في الميدان، وتغيّر حسابات أميركا وحلفائها العرب وتركيا، وثبات حسابات روسيا وايران.

لكن من المبكر القول ان اللعبة انتهت، سواء بالنظر الى تقاسم الأرض في سوريا بين قوى متعددة، أو بالنظر الى توزيع الأدوار في صفقة مفترضة بين روسيا وأميركا تمتد من سوريا الى أوكرانيا. فلا أحد يجهل ان انتصار محور واحد هو وصفة لظهور داعش أخطر. ولا أحد يعرف كيف تنتهي اللعبة التي يديرها الكبار بين الهلال الشيعي والقوس السنّي.