الى روما يتوجّه في 1 تموز رؤساء الطوائف المسيحية الكاثوليكية في مشهد جامع يضم 13 بطريركاً تلبية لدعوة الفاتيكان، بعدما وصلت إلى حاضرتها تقارير متضاربة من قبل العلمانيين ورؤساء الكنائس الكاثوليكية وغيرهم من مختلف الطوائف المسيحية، فأرادت الفاتيكان الاستيضاح عنها من بكركي التي لجأت الى نص بيان مشترك من بطاركة رؤساء الكنائس لإرساله موقّعاً باسمهم جميعاً الى الفاتيكان… ولمناقشة الأمور الموحدة.
إلا انه في المعلومات، لم يوقع ورقة البيان بطريرك السريان الارثوذكسي اغناطيوس افرام الثاني وبطريرك الارمن آرام الاول كشيشيان وأصرّا على تقريرهما، علماً أن المؤتمر المخصص للبنان والذي سينعقد في 1 تموز في الفاتيكان، سيناقش وفق المصادر المقرّبة من بكركي والمتابعة للملفات المطروحة، رؤية مسيحية موحدة تشبه مبادرة بكركي.
وتحذّر تلك المصادر من التسويق الاعلامي الذي يلجأ اليه البعض، فيدّعي بأنّ الفاتيكان لا يريد ورقة موحدة وهو لم يطلبها، لذلك دعا الى مشاركة جميع رؤساء الكنائس الكاثوليكية! الامر الذي تنفيه المصادر نفسها مؤكدة أن الفاتيكان طلب ورقة موحدة وهو يريدها، لذلك جاءت دعوته لرؤساء الكنائس بهدف الإجماع عليها لتصبّ في مصلحة المؤتمر الدولي الخاص بلبنان. ولذلك تمّت دعوتهم أيضاً الى التشاور في بكركي للخلاصة الى ورقة موحدة غير مبعثرة.
وفي السياق تقول المصادر نفسها ان دولة الفاتيكان ستعتمد مناقشة مبادرة بكركي لأنّ غالبية البطاركة وقّعت البيان لتوحيد الرؤية المسيحية بعدما تيقّنت الفاتيكان من التغيير القادم على الشرق، علماً أن النقاش سيتناول ايضاً مناقشة وطرح حلول للوجود المسيحي في المنطقة الشرقية برمّتها، إذ كما يتّضح انّ الفاتيكان مواكبة لمسألة الاقليات في تلك المناطق وهي متوجسة من التغيير الذي يلوح في افق الشرق، لذلك هي بحاجة الى رؤية مسيحية موحدة وواضحة للشرق بهدف منع شرذمة المسيحيين. لذلك، ووفق المعلومات ستضغط باتجاه المؤتمر الدولي للبنان الذي سيرتكز على 6 نقاط اساسية:
1 – تنفيذ قرارات الامم المتحدة
2 – قبول حياد لبنان
3 – المساعدة في إعادة تكوين السلطة
4 – المساعدة في مكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة
5 – حل قضية اللجوء
6 – المساعدة في حل الازمات المالية
امّا بالنسبة للحديث عن التغيير في السلطة فهذا الموضوع سيتم البحث فيه بحسب المصادر بعد الاعتراف بحياد لبنان.
من جهة أخرى تلفت المصادر الى انّ الفاتيكان لن تدخل في التفاصيل السياسية اللبنانية في 1 تموز، بل ستلجأ الى جمع رؤية موحدة أو ربما إجماع حول رؤية البطريرك.
في لبنان
في الموازاة، يتم في لبنان عقد مؤتمرات من قبل فريق متخصص يعمل بعيداً عن الأضواء، وهو يعمل وينسّق مع دول الاعضاء في مجلس الامن لشرح وجهة نظر البطريرك خاصة في ظلّ هيمنة السلاح، اذ لا يمكن الوصول الى عقد اجتماعي جديد بوجود هذا السلاح بحسب مصادر هذا الفريق الذي يؤكد انّ العمل جار على قدم وساق بين لبنان ودول عواصم القرار، وهو يهدف الى التنسيق لخَلق «لوبيينغ» بهدف تطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان لتكون الأرضية جاهزة للتغيير بعد إتمام عملية نزع السلاح وحل أزمة التوطين، بمعنى انّ لبنان بعد السعي الى تطبيق القرارات الدولية سيكون قادراً على الوصول الى مطلب «الحياد».
في الموازاة يتخوّف البعض في لبنان من ان لا يكون المؤتمر مخصصاً فقط لأجل المسيحيين في لبنان، الامر الذي تُعلّق عليه المصادر بالاشارة الى انّ المؤتمر سيتطرّق بالفعل لجميع مسيحيي الشرق، إن كان في العراق والاراضي المقدسة في ارمينيا والقرم حيث الأقليات، لأنّ الفاتيكان معنية بإيجاد حلول لجميع مسيحيي المنطقة الشرقية بأكملها ومن ضمنها مسألة لبنان على التأكيد، الّا انّ تلك المصادر تؤكد في المقابل أن لا مبرر لأية هواجس لأنّ دولة الفاتيكان مؤتمنة على تخصيص وقت المؤامرات والمناقشات لكافة ملفات المناطق المسيحية الساخنة والمتأزمة وسيكون هناك بالطبع لكل منطقة رؤية، إلا أنها تؤكد في المقابل ان الاجتماع في 1 تموز المقبل مخصص فقط لأزمة لبنان وليس لباقي المناطق الشرقية.
وفي المعلومات انّ صرح بكركي منكَبّ على تجهيز فريق عمل لم يظهر الى العلن حتى الساعة ويعمل هذا الفريق على جميع الملفات اللبنانية، ويستلم كل فريق ملفه بحسب تخصّصه، بمعنى انّ بكركي منكبّة على جمع شخصيات لبنانية من مختلف الاختصاصات، الامنية الاقتصادية، الاجتماعية، والعسكرية لاستنباط حلول للملفات الساخنة فيما تحرص بكركي مع تلك الشخصيات على الانكباب على عملها بصمت ومن دون اي ضحيج أو شَوشرة او عراضات إعلامية.
وستحرص تلك الشخصيات على عرض أوراقها واقتراحاتها لكافة الحلول التي خلصت اليها بالنسبة الى الملفات المتأزمة في كافة المؤتمرات التي عقدت او سوف تُعقد مستقبلاً في دول القرار، علماً أنّ أعمال هذه الفرق لم تتوقف، وهي تزاول العمل على مختلف الملفات.
المشاركة بالصلاة فقط
بالنسبة للمشاركة في المؤتمر، ففي المعلومات انه سيشارك بالاضافة الى البطريرك الراعي 13 بطريركاً خاصاً بكل كنيسة مع مطران منتدب لكل بطريرك، علماً أنّه يوجد للبطاركة الكاثوليك نواباً يمثّلونهم في روما. امّا بالنسبة الى مشاركة العلمانيين فستكون مشاركتهم محصورة بالصلاة فقط.