IMLebanon

الفاتيكان يُحّمل الموارنة مسؤوليّة إضاعة رئاسة الجمهوريّة بسبب خلافاتهم

ينشغل الفاتيكان بالوضع المسيحي في الشرق المهدد بالانقراض، وتعنيه رئاسة الجمهورية في لبنان لما تمثل من رمزية مسيحية في السلطة، واستمرار للوجود المسيحي الديموغرافي والسياسي والديني، في وقت تقوم الدول بدور سلبي من خلال دفع المسيحيين للهجرة من المشرق لا سيما من العراق وسوريا الى دول اوروبية لاقامة توازن مع المسلمين فيها وبالحد الادنى المطلوب، والاستفادة منهم كيد عاملة.

ومنذ الشغور الرئاسي، ودوائر الكرسي الرسولي تعمل من اجل انهائه، كما تقول مصادر سياسية مارونية لها اطلاع واسع على ملف رئاسة الجمهورية وتربطها علاقات مع الفاتيكان اذ سمعت في روما ان البابا مهتم كثيرا بمصير المسيحيين في العالم العربي، كما يتابع موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، وكلف المجمع الشرقي في الفاتيكان متابعة هذا الملف.

وفي هذا الاطار فان الفاتيكان ينسق مع باريس والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي كلف مدير دائرة الشرق الاوسط وافريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا جيرو بملف لبنان وتحديدا رئاسة الجمهورية وانتدبه منذ حوالى عام ليزور بيروت وعواصم معنية في المنطقة بالوضع اللبناني، حيث زار طهران والرياض والقاهرة اضافة الى العاصمة اللبنانية، وحاول استطلاع الاراء فيها، ومدى امكانية التوصل الى اتفاق دولي – اقليمي حول رئيس جمهورية يحظى بتوافق اللبنانيين الا انه وخلال اكثر من جولة له في المنطقة، لم يتوصل الى حل، تقول المصادر التي ترى ان الطبخة الدولية – الاقليمية لم تنضج بعد، ولا بد من قرار على مستوى خارجي، مثل الاتفاق الاميركي – الايراني او الايراني مع الدول الست.

وقد عرج جيرو مرات عدة الى الفاتيكان والتقى مسؤولين في العاصمة البابوية وعرض معهم لمسار تحركه، وكان يضعهم في موقف كل الاطراف، حيث ابلغهم في آخر لقاء قبل نحو شهرين الى انه لا يملك حلا، وانه لم يلمس في عواصم القرار الاقليمي مثل طهران والرياض تحديدا اي تقدم باتجاه الاتفاق على الحل، حيث تشير المصادر الى ان الكرسي الرسولي توجه الى الادارة الاميركية لحثها على المساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية، الا ان الانشغال الاميركي في ملفات اقليمية ودولية، وضع موضوع رئاسة الجمهورية في آخر سلم اهتمام الادارة الاميركية التي كانت ترمي الكرة في الملعب اللبناني، وهو الامر نفسه بالنسبة لفرنسا، وهو ما قلص لدى الفاتيكان نسبة التفاؤل بحل دولي – اقليمي لرئاسة الجمهورية، وهو ما اشعر البابا بالقلق تجاه الوضع المسيحي في لبنان، وحمل المسؤولية الى المسيحيين عموما والموارنة خصوصا على ضياع رئاسة الجمهورية منهم بسبب خلافاتهم حولها والتي تتكرر مع كل استحقاق، وهو ما اضعف حضورهم السياسي في صناعة القرار داخل السلطة اللبنانية وترك للاخرين ان يقرروا عنهم وهم بأفعالهم هذه يتحملون مسؤولية انهاء الوجود المسيحي في المشرق العربي لانهم فقدوا دورهم السياسي والثقافي والفكري والاقتصادي بعد ان كانوا رواد نهضة في المنطقة وحافظوا على العربية وايقظوا الشعور القومي على حساب الانتماء الطائفي والمذهبي والعشائري والذي تنحدر اليه دول عربية بما يهدد وجود الاقليات عموما والمسيحيين خصوصا فيها.

ولذلك طلب الفاتيكان من بكركي ان تلعب دورا افعل وان تمارس ضغطا اكبر على القادة الموارنة ليتوافقوا على مرشح وينهوا هذه الازمة لان غير ذلك يعني ان البطريركية المارونية بدأت تفقد مرجعيتها كما تنقل المصادر عن اوساط في الكرسي الرسولي حيث سيحاول البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي اعادة اتصاله بزعماء الموارنة السياسيين عله يصل معهم الى حل ما وفق ما تقول المصادر التي لا تتفاءل كثيرا في ان يجتمع كل من الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع في بكركي وان التوجه نحو سفراء الدول الكبرى قد يكون مفيدا لكنه لن يفتح باب الحل لحصول انتخابات رئاسة الجمهورية المعقدة داخليا والمرتبطة بتطورات خارجية والسؤال المطروح في دوائر الفاتيكان هل يهجّر المسيحيون من الشرق ويقتلعون من ارضهم ويفقد المسيحيون في لبنان رئاسة الجمهورية وقد اضاعوها بأيديهم بسبب خلافاتهم؟