IMLebanon

المبادرة الفاتيكانية آتية؟!

في آخر زيارة له، للحبر الأعظم، حرص الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على أن تكون معه، العائلتان الخاصة والعامة.

ويروى في هذا المجال، انه، بعد أن قدّم للبابا يوحنا بولس الثاني، زوجته السيدة نازك، والأولاد، وسبعة وزراء ممن عملوا معه، بادر الرئيس الحريري بابا الفاتيكان، بأنه أحضر معه الى عاصمة الكثلكة العائلتين الشخصية والسياسية، لأنه يؤمن بأن لبنان الواحد، هو لبنان الحقيقي.

طبعاً، كان معه وزراء أبرزهم نجيب ميقاتي وزير الأشغال العامة في حينه وسليمان فرنجيه وجورج افرام.

إلاّ أنه قال لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني، صاحب السينودوس من أجل لبنان، ان لبنان لا يعيش بمكوناته العديدة، إلاّ إذا توحّدت جميعاً في كيانٍ واحد.

ومنذ حقبة الثمانينات، ظلّ الهمّ اللبناني مشكلة فاتيكانية.

وبين الايمان الراسخ عند البابا يوحنا بولس الثاني.

… والعقل الفاتيكاني في عصر البابا بنديكتوس السادس عشر.

والشعور المثالي الذي يجسّده البابا فرنسيس. قد تولد مبادرة فاتيكانية لحلّ المعضلة الرئاسية اللبنانية.

***

في بيروت نفد رئيس الحكومة بريشه، وأنقذ حكومته وسافر الى السعودية.

وفيها أيضاً موفد فاتيكاني قد يغادر العاصمة اللبنانية اليوم، الى العاصمة الفاتيكانية.

وقد يعود الوزير السابق للخارجية الفاتيكانية، دومينيك مابرتي بعد أيام، ب مبادرة فاتيكانية قد تمهّد لحلّ المأزق الرئاسي اللبناني.

والوزير دومينيك الذي سافر بمخزون سياسي، قد يحمل الى الحبر الأعظم، انطباعاته عمّا سمعه من أفكار وآراء، ليطرح المخرج البابوي الجديد.

لقد سبقه الى المنطقة موفدون، زاروا عواصمها ورحلوا…

الا ان دومينيك يتميز عن سواه بأنه كتوم وهي القاعدة الذهبية في المدرسة الفاتيكانية.

والبابا فرنسيس يسير على خطى سلفه يوحنا بولس الثاني.

والموفد الجديد تحرك في معظم الاتجاهات من دون مبادرة.

وهو يصغي أكثر مما يتكلم.

وتقريره سيكون قريبا على ابواب المكاتب الفاتيكانية، ليؤشر الى نتيجة متوقعة.

والواضح ان الحبر الاعظم يريد رئيسا للبنان، لا مجرد زعيم يؤتى به، بمبادرة خارجية لتعداد الازمات.

وفي لبنان نداء واحد: اللبنانيون يريدون رئيسا صُنع في لبنان.

في احاديثه الاخيرة بدأت تنبت فكرة المبادرة الفاتيكانية.

هل يوفد البابا فرنسيس شخصا آخر؟

ربما.

الا ان الموفد الاخير حقق ما لم يحققه الآخرون.

***

عندما ودّع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الحبر الاعظم، وهو جالس الى مكتبه، قدّم له حشدا من الوفد المرافق له.

كان صاحب القداسة مسرورا باللقاء، حتى انه وقف متثاقلا، وراح يقدم الهدايا التي احضرت له على عجل، واخذ يصافح الجميع، وهو يردد بأن الفاتيكان يحب لبنان بكل طوائفه، ولا يتصوره من طائفة واحدة.

وعقب الرئيس الحريري بأن كلام الحبر الاعظم، هو وديعة في قلوب اللبنانيين جميعا.