IMLebanon

الفاتيكان يتدخل رئاسياً.. إذا التزم الفرقاء بتحكيمه

كل شيء حاضر في ذهن الفرقاء السياسيين في لبنان الا المبادرة لايجاد تسويات للاستحقاقات المعلقة. واذا كان الاستقرار ممسوكا بقرار دولي ـ اقليمي ـ محلي، إلا ان حرباً تدور في الداخل انما بـ «سلاح» النفايات وقطع الطرقات وتصعيد المواقف.

لذلك تبقى العين مفتوحة على الخارج لعله يلتفت الى لبنان ويحمل اليه تسوية ما منتظرة، وقد لا تأتي المساعدة من الخارج إلا بناء لطلب لبناني يعلن العجز.

طرقت قيادات لبنانية أبواب الفاتيكان، تكراراً، لاستطلاع أسباب عدم تدخله في مسألة رئاسة الجمهورية باعتبارها «قضية حيوية على مستوى مسيحيي الشرق»؛ إلا أنهم لم يفلحوا في الحصول على جواب يمكن البناء عليه في استشراف دور فاتيكاني مباشر.

لكن مسؤولاً لبنانياً التقى أحد الكرادلة في روما، حصل على جواب لهذا الانكفاء الفاتيكاني: لدينا مبدأ وهو اننا نتدخل استنادا الى شرطين: الاول، اذا طلب الاطراف منا التدخل. الثاني، ان يلتزم الاطراف مسبقا بالتحكيم الذي سيصدر عن تدخلنا وينفذوه بلا اعتراض».

يؤكد المسؤول الفاتيكاني أنه «لم يطلب منا أي زعيم مسيحي او غير مسيحي التدخل، ولم يلتزم اي زعيم مسبقا بالقرار الذي من المحتمل ان نقتنع به حلا للازمة الرئاسية. لكن ما لمسناه من الحركة التي نقوم بها اننا اذا اتجهنا الى اتخاذ اي قرار نصبح في موقع التصويب والهجوم علينا، وكل من يأتي الى الفاتيكان من السياسيين يحاول فقط اقناعنا بوجهة نظره، ولا احد منهم يسألنا عن رأينا وتصورنا للحل».

ويكشف المسؤول اللبناني أنه عندما بدأت الاحداث في سوريا، حضر الى بيروت المسؤول عن الملف السوري في الولايات المتحدة الأميركية فريدريك هوف، وقال لي: «لقد انتهى الاسد»، قلت له: «الامور في اولها ولم ينته الاسد»، إلا أن هوف أصر على القول: «لقد انتهى.. لقد انتهى».

ويشيرالمسؤول اللبناني نفسه إلى أنه طرح الامر ذاته في لقاء مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي توقّع أن تنتهي الأمور في سوريا على طريقة لبنان «لا غالب ولا مغلوب»، وأكد في حينها أنه لا يوجد قرار دولي بازاحة الاسد ولا بفرط الجيش السوري، «لأن اسقاط الاسد يعني سقوط النظام، وهذا النظام حاجة في المنطقة حتى اقرار التسوية الشاملة، وفرط الجيش السوري يعني تقسيم سوريا الممنوع تقسيمها. كما اننا نخشى تهديد امن اسرائيل. اما اذا تمكن الحراك الشعبي من إسقاط الاسد فيكون هو الذي لم يصمد، اما نحن فلن نقدم على امر لاسقاطه».

ويشير المسؤول اللبناني إلى أنه، بخلاف هذه المعطيات، جاء ما نقل عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أشهر، عندما التقى في القاهرة رئيس الحكومة تمام سلام ووفداً وزارياً لبنانياً، قال السيسي، بحسب أحد الوزراء الحاضرين: «حَضِّروا انفسكم لتداعيات سقوط الاسد الحتمية».. وهو ما طرح أسئلة عن فحوى الرسالة التي أراد السياسي تحميلها للوفد اللبناني.

ويؤكد المسؤول اللبناني أنه «في الجانبين الروسي والايراني فإن الحديث عن سقوط الاسد كلام لا يصرف، الاسد صامد، والايراني يجزم ان محور طهران ـ بغداد ـ دمشق لن يهتز. اما الموقف الاوروبي فيكتفي بالأسف أنه لا حل عسكريا ولا حل سياسيا، بل استمرار للفوضى».

ويشير المسؤول اللبناني الى ان «الاميركيين يقولون ان الحل بعد الاتفاق النووي سيكون سياسيا لكل ملفات المنطقة من خلال جلوس الجميع الى طاولة التفاوض، واللافت هو انتقال الروسي منذ شهر من قول كان يردده دائما وهو سوف ننتصر في سوريا الى القول لن نسقط، وهذا يعني تقاطعا اميركيا روسيا على التسوية السياسية، التي على لبنان ان يتحضر لقطف ثمار ايجابية منها عبر انجاز استحقاقاته حتى يكون جاهزا للعب دور اساسي في اعادة إعمار سوريا».