Site icon IMLebanon

6 رسائل من الفاتيكان الى الداخل والخارج  

 

 

قالت أوساط كنسية، ان الدعوة التي وجّهها البابا فرنسيس الأول للمرجعيات الروحية والكنسية الى عقد اجتماع في الفاتيكان في الأول من تموز المقبل، هو نوع من سينودس مصغّر، ويهدف منه الكرسي الرسولي الى توجيه رسالة للمسيحيين بأن لبنان غير متروك لقدره ولمصيره، وبأن الفاتيكان يولي لبنان والقضية اللبنانية، الأهمية اللازمة، وخصوصاً أن البابا فرنسيس يؤكد في كل مناسبة ومحطة، أن الكرسي الرسولي يتابع بدقة الأوضاع في لبنان، وهو يخشى على هذا البلد الصغير وعلى مصيره، ولذلك، أراد اللقاء مع المرجعيات ورؤساء الطوائف المسيحية، من أجل التأكيد للمسيحيين، أنه يتابع الأوضاع المعيشية والإقتصادية والمالية والسياسية، بدقّة كبيرة، كما أنه يخشى من هجرة واسعة للمسيحيين بسبب الظروف المالية السيئة جدا، وخصوصاً أن كل حركات الهجرة في لبنان وفي العالم، حصلت على الدوام في البلدان التي كانت تعاني ظروفاً مأسوية على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والمالية، وبالتالي، فقد أراد البابا فرنسيس، ومن خلال لقاء الفاتيكان، توجيه الرسائل في أكثر من اتجاه:

 

ـ الرسالة الأولى: من أجل إبقاء المسيحيين في أرضهم وعدم الهجرة، بل التشبّث بوطنهم، وعدم تركه رغم الظروف الصعبة.

 

ـ الرسالة الثانية: من أجل أن يكون لدى المسيحيين الأمل في أنهم غير متروكين لقدرهم ومصيرهم الغامض، وفي أن الفاتيكان يتابع عن كثب قضيتهم، وهو أكثر من حريص على بقائهم ووجودهم ودورهم في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.

 

ـ الرسالة الثالثة: من أجل وحدة الموقف بين كل المسيحيين أولاً، على أن يمهّد ذلك لوحدة موقف وطني بين كل الطوائف، في مقاربة الشؤون اللبنانية الوطنية.

 

ـ الرسالة الرابعة: موجّهة للمجتمع الدولي، وتحديداً إلى الأسرة الدولية، وبشكل خاص الولايات المتحدة الأميركية، من أجل القول أن الفاتيكان لن يسمح بأن يكون لبنان لقمة سائغة على أي طاولة مفاوضات يمكن أن يتقرّر فيها مسائل لا علاقة لها بسيادة لبنان واستقلاله. وبالتالي، فإن الكرسي الرسولي، لن يسمح بأي مقايضة على حساب لبنان والقضية اللبنانية، ودور لبنان التاريخي والدور اللبناني في التعايش المسيحي ـ الإسلامي، ودور لبنان النموذجي على مستوى الرسالة.

 

ـ الرسالة الخامسة: باتجاه الدول الإقليمية، للقول أن الفاتيكان لن يتهاون مع إبقاء لبنان ساحة مستباحة لبعض القوى التي لا تتعامل معه كدولة مستقلة.

 

ـ الرسالة السادسة: موجّهة لجميع القوى في لبنان، للقول ان الفاتيكان حريص على جميع اللبنانيين، ولا يميّز بين المسيحيين والمسلمين، كما أنه حريص على هذا النموذج، وعلى هذه اللبننة بالتعايش، ولكنه أيضاً لن يتهاون مع كل من يضرب مفهوم الدولة، ويواصل في سياساته ضرب هذا النموذج اللبناني.

 

وبالتالي، تشير الأوساط الكنسية نفسها، الى أن هذه الرسائل وغيرها، ستشكّل منطلقاً أساسياً في اللقاء الذي يعتبره الفاتيكان محطة فاصلة، لأن ما قبله هو غير ما بعده، على أساس أنه سيشكّل رسالة واضحة المعالم إلى الجميع، كون الفاتيكان، واعتباراً من الأول من تموز، سيطلق الضوء الأخضر لبداية تحرّكه، ورسم مرحلة جديدة، كما أنه سيضع الخطوط الحمراء في وجه أي محاولة لقضم لبنان أو التعدّي عليه، أو المقايضة تحت اسم لبنان، وبالتالي، الدفع نحو إنهاء القضية اللبنانية.

 

وتؤكد الأوساط، أن لقاء الفاتيكان المقبل، قد يشكل بداية لبحث ما سبق وطرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي لجهة ضرورة عقد مؤتمر دولي حول لبنان، وخصوصاً أن البابا فرنسيس يريد توجيه رسالة إلى كل أفراد المجتمع الدولي، لأن الفاتيكان هو الأحرص على لبنان ومصيره ومصير أبنائه كافة من مسيحيين ومسلمين.