IMLebanon

الفاتيكان يضغط لانتخاب الرئيس والغربلة بدأت

لن تؤثّر المواقف السياسية المندّدة بالتمديد، وبالتالي ما يجري هنا وهناك إنما هو تسجيل لمواقف سياسية وشعبوية، وبالمحصّلة بدأ البلد يتكيّف مع هذا الخيار لينتقل الى مرحلة جديدة هي انتخاب رئيس للجمهورية.

وما يُنقَل عن مراجع سياسية عليمة أن مرحلة التصفيات بدأت في عواصم القرار والأمور جدية والوصول الى الـ final وارد في أي توقيت، اذ، وعلى طريقة ربيع براغ عندما استيقظ سكانها ليجدوا البوليس السوفياتي آنذاك ينظم السير بعد احتلالها من السوفيات، فان اللبنانيين قد يستيقظون على توافق دولي واقليمي يُنتج رئيساً.

ولكن، ومن خلال المعلومات المتوفرة وفق مصادر سياسية مطلعة، فان الفرنسيين أطلقوا اتصالاتهم مع الايرانيين والسعوديين لهذا الغرض، ويبقى أن الصعوبة تكمن في الملف النووي الايراني باعتبار أنه وقبل تبلور مسار هذا الملف فان قصر بعبدا سيبقى شاغراً من رئيسه حيث تستعمل طهران هذا الملف ورقة في جزء من المفاوضات الأمر الذي أكده سفير أوروبي خلال مناسبة اجتماعية ضمّت بعض السياسيين اللبنانيين. ويقول السفير المذكور ان «جولة مسقط النووية» لم تسجّل خرقاً من شأنه أن يؤدّي الى ظهور بوادر ايجابية على صعيد المفاوضات الاميركية – الايرانية، وهنالك انتظار للجولة الثانية وربما اكثر، اضف الى عوائق أخرى لم تبلور بعد ايضاً ماهية الاستحقاق الرئاسي وتكمن في تعقيدات الحرب السورية العسكرية والسياسية وما ستصل اليه مساعي الموفد الأممي الى دمشق ستيفان ديمستورا والتي بدورها تدور في فلك التعقيدات والصعوبات، ما يعني ان الاوراق الاقليمية تتطاير يمينا ويسارا دون اي وضوح على الخط اللبناني العالق بين فكّي كمّاشة حروب المنطقة وانقساماته الداخلية.

وهنا، تؤكّد اوساط في 14 آذار ان الدعوات المؤخّرة للحوار لن تؤدّي الى أي خرق على جبهة تحريك الحوار بين المكوّنات السياسية لأنها دعوات غير جدية، والدلالة المواقف السياسية الأخيرة وخصوصاً توزيع الأدوار بين العماد عون وحلفائه في 8 آذار ربطاً بالتمديد الأخير للمجلس النيابي وتوجّه التيار العوني الى تقديم طعن للمجلس الدستوري، وبالتالي ما أشار اليه جنرال الرابية في حديثه الصحفي الأخير الى جولات الوزير جبران باسيل ومواقفه السياسية، وبمعنى أوضح ليس هنالك ما يدلّ على تقدّم أو خروقات للتقارب وولوج الحوار، وبالتالي على الرغم من هذه الاجواء والمواقف لعون وسواه، فانها لا تؤخّر ولا تقدّم في حال حصلت تسوية نتاج توافق اقليمي وبغطاء دولي، وهذا ربما متوقّع نظراً لتحرّك واشنطن وباريس والفاتيكان بشكل فاعل وخصوصاً عاصمة الكثلكة في العالم التي فعّلت من حراكها تجاه الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا عبر ضغوطات تمارسها دوائر الفاتيكان على هذه العواصم لمساعدة لبنان وحلّ معضلة الفراغ الرئاسي في هذا البلد.

من هذا المنطلق، يبقى أن الأيام المقبلة، ووفق المعلومات المتوفرة، قد تشهد نشاطاً اقليمياً ودولياً باتجاه لبنان عنوانه انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي هذا يلزمه ثمناً من الدول المفرملة لانتخاب الرئيس والقابضة على جماعتها في لبنان للتعطيل، أي أن الأجواء بعد التمديد قد تبدّلت عمّا قبله بكثير ولكن «لا تقول أح قبل ما يصير دح» و«ما تقول فول تيصير بالمكيول»، أي هنالك اجواء «ميني ايجابية» وحركة اقليمية ودولية فاعلة وإنما ليس في الأجواء ما يؤشر الى انتخاب رئيس في وقت قريب.