Site icon IMLebanon

امتعاض فاتيكاني و«إنذارات» لعون وجعجع

وسط بوادر تنذر بعاصفة سياسية ما لم يتم تداركها بتسوية لازمة آلية العمل الحكومي قبل موعد جلسة مجلس الوزراءالمقبلة، امضى اللبنانيون ليلتهم بانتظار تصاعد الدخان الابيض، حيث يبدو ان برودة الطقس العاصف انسحبت على المناخ السياسي العام، الذي شهد انكفاء في حركة اللقاءات والاتصالات لصالح الحوارات الثنائية في عين التينة وحفلات العشاء الرئاسية في بيت الوسط، على وقع ارجاء جلسة الانتخاب رقم 19 وترحيلها الى موعد جديد، في ظل مؤشرات انزلاق نحو ازمة حكومية، حدودها استمرار «تعطيل» جلسات الحكومة حتى الاتفاق على آلية جديدة للعمل، من جهة، وقنبلة العماد عون في وجه وزير الدفاع اعتراضاً على قراره بالتمديد للأمين العام لمجلس الدفاع اللواء محمّد خير ستة أشهر.

فالحوار الماضي في طريقه بين الحزب والتيار، متجاوزا محطة الخطابات التجييشية، والملفات «الدسمة الى حين نضوج الظروف لطرحها على بساط البحث، قوم، بحسب احد المشاركين في الاجتماع، ايجابا الخطة الامنية في البقاع وخطوة نزع الاعلام والصور والشعارات الحزبية من بيروت وصيدا وطرابلس، مقاربا الدعوات المتبادلة حول سبل الوصول الى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب وآليتها، الواجب بحثها على طاولة مجلس الوزراء وليس في الحوار، بعدما تبين ان الحزب ما زال غير مستعد لطرح ملف رئاسة الجمهورية حتى الان على طاولة الحوار، مؤكدا استمرار الحوار كونه محطة بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع الاقليمية، حيث لا توقعات بالتالي باحداث تقدّم ملموس على صعيد الحوار، إنما احتمالات كبيرة بالمحافطة على ديمومته وعدم تعليقه طالما انه لن يخرج عن الإطار المُعدّ له سلفاً من «تنفيس للإحتقان».

واشارت مصادر متابعة الى ان الحوار الذي لم ينقطع طوال الفترة الماضية بين الطرفين، عبر قناة التواصل المفتوحة بين مدير مكتب الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل، بعيدا عن الاعلام، تم تفعيله وتكثيفه بالتوازي مع انطلاق حوار حزب الله – المستقبل، والذي ترجم عشاء في بيت الوسط. فالعماد عون الذي زار الحريري متكئا على دعوة السيد نصر الله ورسائله الى السعودية وحلفائها في لبنان، الى انتخاب «الجنرال» للخروج من دوامة الفراغ الرئاسي، في ترجمة لميزان القوى المتغير في المنطقة لمصلحة «فريق الممانعة»، بعد التقدم الذي احرزه في اليمن والعراق وسوريا،عاقدا الآمال على «وثيقة الاتفاق» المنتظرة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية،معتبرا شقها الرئاسي مؤشرا لمدى جدية الاتفاق السعودي – الايراني، خاصة ان العونيين يربطون بين حوار الوسط – حارة حريك والرابية – معراب، حيث ان نجاح الثاني مؤشر لتقدم الاول بامتداداته الاقليمية، حيث ترى مصادر مقربة من الرابية ان التطورات المرتقبة على مستوى المنطقة قد تسهم في تعبيد ارضية التوافق اللبناني على انتخاب رئيس لا سيما مع توقيع اطار الاتفاق النووي في اذار المقبل وما قد يليها من خطوات من شأنها ان تعيد الحرارة الى خطوط الاتصال بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية التي يعتبرها اللبنانيون حجر الاساس في اي توافق على الاستحقاق الرئاسي ومثابة ضوء اخضر للقوى اللبنانية للاجتماع حول شخصية يُؤمن لها النصاب البرلماني الانتخابي الضائع على مدى اكثر من تسع عشرة جلسة.

مصادر سياسية مسيحية توقفت بامعان امام الرسائل التي حملتها معايدة الحكيم للجنرال عبر تويتر، ورد الاخير عليها محاولة فك الغازها، من زاوية المضمون والتوقيت الذي ركزت عليه التغريدتان، بين حصر العماد عون امنيته بشهرين فيما تركها الدكتور جعجع مفتوحة لعام قادم، ما يطرح علامات استفهام حول المرحلة التي وصل اليها الحوار، وما اذا كانت رغبة العماد عون مبنية على وقائع حسية ام مجرد امنيات لاضفاء الايجابية على الجو المسيحي العام في ظل الامتعاض الفاتيكاني الواضح والذي وصل حدود توجيه «انذارات» مباشرة للطرفين نقلها اكثر من موفد، معتبرة انه رغم كل النوايا والرغبات بالتلاقي بين عون وجعجع، غير انه لا قدرة لهما على ذلك حتى الساعة لتمسك كل منهما بمبادئ معينة مناقضة تمامًا لمبادئ الآخر.