بعد زيارة الكاردينال مومبرتي لبيروت
أنهى رئيس محكمة التوقيع الرسولي العليا الكاردينال دومينيك مومبرتي زيارته للبنان، بعد أن أجرى سلسلة لقاءات كان خلالها مستمعاً جيداً لجميع من التقاهم من مسؤولين روحيين وسياسيين.
الطابع الذي أعطي للزيارة كان إصلاحياً ويرتبط بشؤون المحكمة الروحية، إلا أن الكاردينال مومبرتي وسـّع آفاق الزيارة والتقى مسؤولين سياسيين مسيحيين ومسلمين يرافقه مساعده المونسنيور البرتو أورتيغا، وكلاهما، مومبرتي وأروتيغا، عملا في السفارة البابوية في لبنان خلال العقدين الأخيرين ما أعطاهما خبرة واسع في تفاصيل الشؤون السياسية اللبنانية.
مصادر مواكبة لزيارة مومبرتي، قالت لـ«المستقبل»، إن الشغور الرئاسي كان في سلّم أولويات المحادثات التي أجراها الموفد البابوي فوق العادة، مع كل من التقاه، مشيرة الى أنه خرج بخلاصات مفادها أن اللبنانيين ليسوا قادرين على تجاوز هذه الأزمة بمفردهم، على الرغم من كل ما يُشاع عن أن الأزمة الرئاسية لبنانية الطابع، وأن اتفاق اللبنانيين، عموماً، والمسيحيين خصوصاً، من شأنه أن ينتج حلاً للأزمة الرئاسية.
وتضيف أن مومبرتي خلص في تقريره الذي سيرفعه الى المعنيين في حاضرة الفاتيكان، الى ضرورة مساعدة اللبنانيين على إخراج الأزمة الرئاسية من عنق الزجاجة، من خلال شبكة أمان دولية تنتج عن اتصالات ديبلوماسية يضطلع بها الفاتيكان مع روسيا وفرنسا انطلاقاً من الهم المشترك الروسي الفاتيكاني الفرنسي الذي يعتبر أن الوضع المسيحي في لبنان، لطالما شكل عامل جذب وموقعاً محورياً لمسيحيي الشرق، وأنه إذا كان مسيحيو لبنان بخير فإن مصاعب مسيحيي الشرق تكون آيلة للحل أو للحد من تفاقمها.
وتضيف المصادر، ان مومبرتي شجع الحوارات الدائرة في لبنان بين الأفرقاء، إلا أنه تمنى على المتحاورين الخروج من الأطر العامة للتحاور، والتوصل الى حلول تلاقي حركة الاتصالات الدولية التي سيقوم بها الفاتيكان، من أجل الحد من أخطار تداعيات الأزمة السورية على لبنان، وانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز السلم الأهلي اللبناني.
وتشير الى أن المبعوث الفرنسي فرنسوا جيرو، سيستأنف جولاته الديبلوماسية بين طهران والرياض ولبنان بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الـ»5+1»، انطلاقاً من تنسيق فرنسي – روسي مع الفاتيكان في مسعى قديم متجدد، لحل أزمة الرئاسة اللبنانية.
وتضيف المصادر إن تظاهرة التطواف بتمثال العذراء «فاطيما»، في أسواق بيروت وصولاً الى المجلس النيابي اللبناني لن تشكل حلاً ولا إلهاماً ولا وحياً للنواب لكي يضطلعوا بمهمتهم وينتخبوا رئيساً للجمهورية، وهي لا تخرج عن كونها ظاهرة إيمانية تختص بجماعة المؤمنين المسيحيين، وأن على المسيحيين العمل كجماعة بعيداً عن المصالح الشخصية والآنية.
وفي سياق متصل عكست عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أمس في أعقاب انتهاء أعمال مجمع الأساقفة الموارنة أمس، التوجه الفاتيكاني، حيث دعا الراعي الكتل النيابية التي تعرقل عمل الحكومة «إلى التحلي بشجاعة وبطولة التجرد من الحسابات الخاصة، لكي يستطيعوا الاتفاق والإقدام على انتخاب رئيس للجمهورية».
وشدد البطريرك الراعي «على ضرورة الوحدة داخل الحكومة، ومواصلة عملها وتدبير شؤون البلاد، داعياً مكوناتها السياسية الى الالتزام بالواجب الوطني، وعدم استعمال السلطة للتعطيل والتفشيل».