يوم وقف وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في حمأة غزو العراق عام 2003 على سلم الطائرة مغادرا فرنسا، قائلا مقولته الشهيرة وداعا اوروبا، لم يفقه كثيرون مرامي الكاوبوي المنتشي على صهوة الدم فوق حطام حضارة الرافدين، من ان امثال «هولاند» من «هولاندات» القارة العجوز ليسوا سوى دمى في حكومة العالم الخفية، قاصدا الوداع لاوروبا الكاثوليكية ومرحى لاوروبا سيدة العقل اليهودي المتحكم بسياساتها المستبيح قراراتها الساعي لنقلها الى رحاب المسيحية – المتهودة التي حاربتها الكنيسة وواجهت مخططها الجهنمي القابض على ناصية الحكومات، ولطالما كانت الاسئلة تتناسل حول المواقف المريبة للحكومات الاوروبية المندرجة في سلم المصالح الصهيوينة كالتسويق لفكرة الربيع العربي وسحق الوجود المسيحي في الشرق ودعم الجماعات الارهابية بالسلاح والمال والتركيز على اسقاط الدولة الوطنية السورية وضرب الجيوش العربية، ما اثار الاستهجان حول السلوك الاوروبي كون النتائج لا تخدم سوى المشروع الصهيوني في المنطقة القائم على فكرة اسرائيل الكبرى على حساب وحدة الجغرافيا والنسيج المجتمعي لهذه البلاد موئل الرسالات ومعقل الحضارات… ولعل ابرز المؤشرات على الفصل التآمري على المنطقة العربية المشرقية صراع الكرسي الرسولي مع سياسات اميركا والاجرام التي تدور في فلكها فكان الصدام الكبير الذي اطاح بقداسة البابا بنديكتوس الذي بعث للاوروبيين والاميركيين رسائل جامدة عن سياساتهم الخرقاء المدمرة للشرق وللحضارة المسيحية فكان الرد عزله بملفات وفضائح جرى فبركتها، واليوم يكرر قداسة البابا فرنسيس كلاما عميق المدلولات عالي النبرة ويتسم بالحدة والجدية في انه عندما يصف فرنسا بانها «الشقيق البكر للمسيحية خانت المسيحية» وهذا الكلام يتسق مع تصريحات رعاة الكنيسة الشرقية الارثوذكسية التي باركت الحرب على الارهاب ووصمتها بالمقدسة ما يجعل الكنيسة المسيحية بكليتها تتماهى في موقف صريح وصارخ في وجه اوروبا او بعضها واميركا ودورها الملتبس في ابلسة كل شيىء ما خلا الارهاب التكفيري الذي تتعاطى معه وفق منطق استثماري دون الالتفات الى تفلته وتحوله الى وحش يأكل داعميه ورعاته وما حدث في فرنسا خير دليل في وقت لا زال يتحدث هولاند المرتشي بدولارات الغاز والكاز عن المعارضة السورية المعتدلة غير الموجودة اصلا سوى في اجندات تحريف الحقائق تواطؤا وتنازلا عن قيم الغرب التي قام عليها في الحق الانساني والحرية السيادة، انفاذا لمشروع تدمير المنطقة بالفوضى…
في هذا المجال يقول مرجع دبلوماسي: غريب امر الغرب واكثر من احجية موقفه الغامض والمتماشي مع مؤامرة تدمير المنطقة العربية واقتلاع المسيحيين من جذورهم والقضاء على الدول ذات الطابع المدني العلماني وتشجيع الحركات التكفيرية ودعمها بالسلاح والعتاد وخاصة اوروبا الهائمة على وجهها المنغمسة في وحول الشرق الاوسط على غير هدى، ما بات يؤكد بالدليل ان الحكومات الاوروبية وقعت جميعها في قبضة اليهود ومال الاعراب دون ان تدرك حجم المخاطر الارتدادية لهذه السياسات العمياء الخرقاء التي بدأ يدفع ثمنها المواطن الاوروبي العادي وفرنسا خير مثال، فلا بد من صحوة اوروبية بعد هذا الدم الذي اهرق في ساحات باريس على يد الذين يرى فيهم هولاند ثوارا…
ويقول المرجع: على الاوروبيين ان يستفيقوا من سباتهم وارتهاناتهم المالية ويخرجوا من عباءة «الحاخام» لان كتلة النار ستتدحرج خاصة ان «اردوغان» الذي اعاده الاميركيون الى السلطة وجد فيها النازحين السوريين وسيلة لزعزعة استقرار اوروبا بعدما رفضت الاخيرة، حتى الساعة ضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي. ألم يتحدث «القذافي» عن استعادة اسبانيا بالولادات وبالتالي فان حادثة باريس ليست الاخيرة وستشهد اوروبا موجات ارهابية سيدفع خلالها الشعب الاوروبي ثمن جهالة وارتباط مسؤوليه بمصالح بعيدة عن مصالحه خاصة اذا لم تنقلب الاية ويذهب الاوروبيون الى من هم في السلطة الى سوريا للغرف من معينها الامني وكنزها المعلوماتي الثمين، واستمرار القيادة الاوروبية في تنفيذ مؤامرة اسقاط الدولة السورية فان الويلات ستطال المدن الاوروبية وسيسقط المسؤولون الاوروبيون لاحقا تحت وطأة صيحات الغضب الشارعي الاوروبي وصناديق الاقتراع خاصة ان الوفود النيابية الفرنسية وغيرها التي زارت سوريا مؤخراً نقلت للقيادة السورية كلاما يندى له الجبين عن الرشاوى التي تلقاها رؤساء الدول الاوروبية من الاعراب للسير في مخطط اسقاط النظام السوري الذي وصفوه بانه الوحيد في المنطقة الذي يقاتل الارهاب ولم يخفوا خشيتهم من ان تدفع اوروبا اثماناً باهظة للهجرة الارتدادية بعدما اغرقت اوروبا سوريا بآلاف المقاتلين خاصة عقب التدخل الروسي الجدي والتقدم السريع للجيش السوري وفرار المقاتلين الى تركيا التي تعيد توضيبهم وتدفع بهم الى اوروبا كهدية متواضعة من الباب العالي!!!
ويقول المرجع: سيكون في الايام القادمة للكرسي البابوي مواقف متقدمة وجذرية من القادة الاوروبية ومعهم اميركا خاصة بعدما وصف قداسة الحبر الاعظم ما جرى في فرنسا بانه «جزء من الحرب العالمية الثالثة» والرسائل الايجابية لا بل الداعمة التي تلقتها روسيا من الكنيسة يدلل على صحة الخيار الروسي في نظر الفاتيكان ولن تكتفي الكنيسة باللوم للقادة الاوروبيين بل ايصال رسائل للجمهور الاوروبي كي يتحرك في وجه حكامه الذين ساهموا في صنع وتصليب شوكة الارهاب في العالم لقاء المال ومصالح دول اقليمية ويتحملون مسؤولية تهجير المسيحيين من الشرق الذين قتلوا وذبحوا ودمرت مقدساتهم ونهبت بيوتهم وكنائسهم من قبل الذين صورتهم اوروبا واميركا زورا انهم ثوار وسيدفع هؤلاء المسؤولون الثمن غالياً جراء ما ارتكبوه من جريمة بحق المسيحيين في منشأ المسيحية الاصلي وعليهم ان يتداركوا الامر قبل ان تتسع رقعة النار باتخاذ اجراء ات جدية بدل مسرحية الغارات والتحالف الدولي الخادع والمنافق بقيادة اميركا.
ويختم المرجع: لقد تلقت القيادة السورية رسائل ايجابية وداعمة من الكنيستين الغربية والشرقية والحقيقة باتت واضحة لديهما بان الاسد يواجه عصابات ومرتزقة وارهابيين وترى فيه رئيساً لكل المراحل في المدى المنظور… فانتظروا المواقف الصارمة وعالية السقف للفاتيكان في قادم الايام وانتظروا هزات سياسية زلزالية في اوروبا..