Site icon IMLebanon

الصيام هذا العام قد يرفع الضغط والسكّري والكوليسترول!

 

بعدما أثقلت أسعار الكحوليات المرتبطة بسعر الدولار الأسود خميس السكارى ودفعت بالكثيرين الى التخلّي عن تقاليده التي تحبّ «الجَمعة»، واختفت من الأجواء روائح شواء اللحوم التي تفوح من على بلاكين معظم البيوت في المناطق الجردية في أحد المرفع، يبدأ اليوم الإثنين الأسبوع الأول من الإنقطاع عن اللحوم على أنواعها، تحضيراً لعيد الفصح لدى الطوائف التي تعتمد التقويم الغربي، على أن تنضمّ الطوائف الشرقية في الأسبوع المقبل.

 

ولكن «الصيام» أو الإنقطاع عن اللحوم يبدو كسمة مشتركة بين اللبنانيين عموماً هذه الأيام، وهو حتّى الآن ليس حكراً على طائفة من الطوائف. إنّما لهذا الصوم إرتباط بالغلاء الفاحش الذي حرم عائلات كثيرة من اللحوم، وجعل أخرى تقنّن من إستخدامه في أطباقها. وعليه، سواء أكان يوم الإثنين أوّل يوم في الصوم أو آخره، لن يتبدّل شيء بالنسبة للكثير من العائلات، لا بل يخشى من هم أكثر فقراً أن ترتفع أسعار الخضار وتتضاعف في شهر الصوم، بذريعة معتادة حول عدم التوازن الذي يتسبّب به هذا الشهر بين العرض والطلب، خصوصاً أنّ أسابيع الصوم كلّها هذا العام تحلّ قبل بداية ظهور إنتاج سهل البقاع، بما يشكّله من مورد أساسي للخضار والحشائش للأسواق اللبنانية عموماً.

 

والعيّنة الأولى لجولة ميدانية على أسواق الخضار والفاكهة لا تبدو مشجّعة حتّى الآن. فأسعار الخضار نار، ولا يقتصر الأمر على البصل الذي حقّق نجومية عندما فاق سعر الكيلو منه في الأسبوع الماضي السبعين ألف ليرة. بل إن سعر كيلو الثوم تخطّاه الى 140 ألف ليرة، وصارت الخسّة بـ35 ألف ليرة، وتراوح سعر كيلو البندورة بين أربعين وستين ألف ليرة بحسب نوعها. وبلغ سعر كيلو الباذنجان 50 ألف ليرة، وكيلو الخيار 70 ألفاً، والكوسا 55 ألفاً، والفليفلة 90 ألفاً، لتتفوّق عليها كلّها اللوبياء التي صار الكيلو منها بـ100 ألف ليرة. فيما أسعار الحشائش على مختلف أنواعها لا تتدنّى عن العشرة آلاف ليرة. وحده سعر البطاطا لا يزال على إنخفاضه، بسبب كساد موسمه المترافق مع مضاربة البطاطا المصرية في الأسواق اللبنانية، كما الحمضيات المتأثّرة بإستمرار إغلاق الأسواق السعودية أمام المنتجات اللبنانية.

 

ولكن هذه الأسعار ليست نهائية، بل هي مؤهّلة للإرتفاع كلّما ارتفع سعر الدولار. و»الدولار يسبقنا» كما يقول رئيس تجمّع المزارعين في البقاع إبراهيم الترشيشي، ويشرح بأنّ «90 بالمئة من كلفة الإنتاج الزراعي هي بالدولار… وتتضمّن أسعار الأسمدة والأدوية والبذور والمحروقات»، مشيراً إلى أنّ اليد العاملة وحدها تسعّر بالليرة وكلفتها ثابتة، بينما كلّ التكاليف الأخرى متحرّكة قياساً إلى سعر الصرف في السوق الموازية. ويتحدّث الترشيشي أيضاً عن العوامل الطبيعية التي تتسبّب بإضعاف إنتاج الخيم البلاستيكية في الساحل اللبناني والساحل السوري الذي يتزوّد منه لبنان ببعض الإنتاج شتاءً، ما يجعل الطلب أكبر من العرض وخصوصاً في موسم الصيام، وهذا برأيه سيبقى سارياً في الأسواق حتى يبدأ إنتاج سهل البقاع في أول شهر أيار، أي بعد إنتهاء موسم الصوم. وإذا كان الدولار هو المحرّك لبورصة الخضار التي تدخل كمكوّنات أساسية في أطباق الصوم، فإنّه أيضاً يتحكّم بأسعار الحبوب التي باتت تحتسب فعلاً بالدولار، فيباع كيلو العدس حالياً بدولار وربع أي أكثر من مئة ألف ليرة، والفاصوليا بدولار ونصف، مثلها مثل الحمّص. أما سعر كيلو الكشك فهو بعشرة دولارات أي أنّه إقترب من المليون.

 

وبعد… يقال إنّ للصوم فوائد صحّية توازي الفوائد الروحية عند الإنسان، وأبرزها تخفيف نسبة الكوليسترول بالدم الذي يتسبّب به تناول اللحوم خصوصاً، إلّا أنّه وفقاً لبعض اللبنانيين، فإنّ الإرتفاع الجنوني والمستمرّ لأسعار المنتجات الغذائية عموماً، كفيل بأن يسبّب إرتفاعاً بمعدّلات الضغط والسكّري وحتى الكوليسترول في الدم، حتّى الصوم بات همّاً، على ما يبدو.