Site icon IMLebanon

مشروع ولاية الفقيه يتقهقر

وكالة «اكي» الايطالية للأنباء أفادت نقلاً عن مصادر قيادية في «حزب الله» أنّ خسائر طهران تزداد في سوريا وأنّ القتلى هم من نخبة العسكريين وبلغ عددهم 60 من كبار الضباط الايرانيين.

ومن ناحية ثانية، شكك القائد العام للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري في موقف موسكو تجاه مستقبل بشار الأسد متهماً روسيا بالبحث عن مصالحها.

هذا ما جاء في الإعلام واللافت للنظر أنّ إيران هددت بالانسحاب من مؤتمر ڤيينا الذي يضم 17 دولة بينها الدول التالية: 1- أميركا، 2- روسيا، 3- فرنسا، 4- المملكة العربية السعودية، 5- لبنان، 6- إيران (…).

طبعاً يحق لدولة إيران أو الجمهورية الاسلامية الايرانية أن تنسحب من هذا المؤتمر لأنه يبحث حلاً للحرب الأهلية الدائرة في سوريا بين النظام السوري المدعوم من «حزب الله» وإيران وممثلها في سوريا قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني، وطبعاً الميليشيات العراقية بالإضافة الى رئيس حكومة العراق السابق نوري المالكي وهو المتهم بسرقة ألف مليار دولار من أموال الشعب العراقي، طبعاً علينا أن نتذكر «إنجازين» من أعماله:

1- 50 ألف عسكري يقبضون رواتب لسنوات وليس لهم أي وجود… وهو يتقاضاها.

2- 50 ألف رجل أمن يقبضون رواتب أيضاً لسنوات وليس لهم أي وجود… وطبعاً هو يتقاضاها.

صرّح آية الله خامنئي غير مرة أنه لو سقطت دمشق ستسقط طهران!

طبعاً ليس نظام ولاية الفقيه هو المتضرر من سقوط بشار بل انّ المشروع الكامل لولاية الفقيه قائم كما يقول خامنئي على قاعدة أنّ إيران تسيطر على عواصم أربع دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن، لذلك عندما تسقط دمشق سوف يسقط «حزب الله».

أمّا بالنسبة لليمن فإنّ المملكة العربية السعودية استطاعت بالقرار التاريخي الذي اتخذه الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين أن تسقط المشروع الايراني في اليمن.

نظام ولاية الفقيه دفع لـ»حزب الله» منذ العام 1982 ولغاية هذه السنة 70 مليار دولار.

نظام ولاية الفقيه بدأ يشعر بأنّ مشروعه يتهاوى وهو آيل للسقوط لذلك يحاول أن يستلحق نفسه ويحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

نظام ولاية الفقيه أرسل قاسم سليماني الى موسكو مرتين يستجديها مساعدة نظام بشار الأسد الآيل للسقوط وجاءت موسكو الى سوريا ولكن ليس لإنقاذ النظام أو لمساعدة بشار بل من أجل مصالح القيصر بوتين.

المشكلة الحقيقية أنّ نظام ولاية الفقيه قد أصابه الغرور وظن أنه أصبح دولة عظمى في المنطقة، لقد عمل نظام ولاية الفقيه للسيطرة على العراق من خلال اللعبة الطائفية وقد استفاد من الغزو الاميركي للعراق، علماً أنّ الإجراء الأول الذي اتخذته واشنطن في العراق كان حل الجيش العراقي ومن خلال ذلك كان المستفيد الاول نظام ولاية الفقيه حيث فرطت الدولة العراقية وتقسّمت الى ثلاث مناطق: منطقة الأكراد الذين يحاولون إقامة دولة كردية في إقليم كردستان…

وطبعاً المناطق التي يسكن فيها الشيعة أصبحت تابعة للميليشيات الشيعية وعلى علاقة بقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني وبقي أهل السُنّة تائهين يعانون من تصرّف الحكومات الشيعية التي هيمنت على العراق… وهكذا وبكل بساطة استطاعت إيران أن تسيطر على العراق.

بالنسبة لسوريا بعد موت الرئيس حافظ الأسد طبعاً أصبحت سوريا ضعيفة بوجود بشار الأسد لأنه لم يكن على مستوى الرئاسة فضاعت سوريا بسبب ضعفه واستطاعت إيران أن تسيطر عليه عن طريق إغراءات مالية كبيرة وأقنعوه بالموافقة على بناء مفاعل نووي في منطقة دير الزور الذي دمره العدو الاسرائيلي في العام 2006.

من هنا، وفي عودة الى بداية هذا الكلام، فإننا لا نستغرب أن تفكر طهران في الإنسحاب من مؤتمر ڤيينا لأنّ لها مصلحة في عدم التوصل الى الحل في سوريا، ذلك أنّ أي حل لا يمكن أن يتم إلاّ بإنهاء دور بشار الأسد ولو بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.