Site icon IMLebanon

قُدامى اللعبة و”فرقة التعطيل”

حاولت الوقوف على آراء بعضٍ من قدامى اللعبة البرلمانية السياسية وحديثيها حول ما يجري من لعب شيطانيّة منذ نيّف وسنة على الساحة اللبنانية، وفي هذه المرحلة البركانيّة التي يتخبّط فيها العالم العربي، ومدى خطورة مواقف المعطّلين والمتعطّشين إلى المناصب والمكاسب، فكان الجواب واحداً تقريباً: غالب الظن والاستنتاج أن “الخارج” هو الذي يدير “اللعبة” في لبنان، لأسباب تتعدّى ما يتطلّع ويصبو إليه مَنْ يحملون لقب المعطِّلين.

إلا أن جميع مَنْ التقيت، وسألت، وحاورت، وحاولت سبر الأغوار والأفكار لديهم، كان جوابهم أنّ لا خوف على لبنان الصيغة والتركيبة والنظام والمصير من تصرُّفات باعها قصير وتطلّعاتها محدودة، بقدر الخوف على الوضع الاقتصادي من الشلل الذي ضرب رئاسة الجمهوريّة، ثم مجلس النواب، والآن يطرق باب الحكومة.

إنما لفترة قد لا تطول بقدر ما يتهيّأ لعدد من المراهنين على الفراغات والفوضى والتسيُّب.

لن يقع لبنان في جبّ الأفاعي، ولا في وارد قوى أساسيّة فاعلة ومؤثِّرة في الداخل والخارج السماح لفرقة التعطيل بالتمادي في اللعب بالنار.

فالحكومة تشكّل بفريقها نموذجاً مصغَّراً عن الصيغة اللبنانيّة. وتضمُّ داخلها جميع الفئات والانتماءات. والراغبون في الخربطة واللخبطة قلّة مقابل أكثريّة.

وبوجود مرجعيّات واعية وناشطة كالرئيس نبيه برّي، والرئيس تمام سلام، والرئيس سعد الحريري و”الرئيس” وليد جنبلاط، وكبار القادة والقوم في البلد، لن يصحَّ إلا الصحيح. ولن يطلع في أيدي فرقة التعطيل أكثر من “ذاك” الذي اختصر مسألــة فشله وخيبته بالقول بينه وبين نفســه: “هذا حصرم رأيتـــه في حلــــب”، أعــان الله حلــب وشقيقاتهــا على أمرهـــا بعــد الدهيـــاء التي ألمّــت بها.

فريق من ذوي الألباب الذين قصدتهم بدافع من رغبة في جلاء بعض الأمور المتّصلة بموعد انتخاب رئيس جديد، يعتقد “أن الكثير ذهب، ولم يبقَ إلا القليل”.

والتشجيع والتأييد اللذان يلقاهما الرئيس سلام في حلِّه وترحاله، والدعم الذي تحصل عليه حكومته من دول عربيّة كبرى كمصر مثلاً، والسعوديّة، والأردن، ناهيك بفرنسا والاتحاد الأوروبي والروسيا العظمى، من شأنهما تشكيل سياج من الأمل والطمأنينة النسبيّة… ريثما ينجلي الغبار عمّا توصّلت إليه أميركا وإيران مع نهايات حزيران الجاري.

في كل حال، سمعت مجدَّداً، خلال هذه الجولة، كلاماً مطمئناً عن الأمن والاستقرار و”المظلَّة”.