في وقت متزامن٬ تقريبا٬ راح ضحية الإرهاب أبرياء في سوق لأعياد الميلاد بألمانيا٬ وسفير روسي ومواطنون يمنيون وجنود أردنيون٬ وغيرهم.
وربما ساعة كتابة هذا المقال يقع ضحايا آخرون من جنسيات أخرى وأديان وثقافات متعددة٬ مصداقًا لوصف الإرهاب بالعمى والشمول.
لن ندخل في أرقام وإحصاءات للضحايا من أبناء المسلمين والعرب الذين وقعوا ضحايا لآلة الإرهاب الأسود٬ من داعشي وقاعدي وخميني؛ فهي أرقام بعشرات الآلاف٬ مع استثناء الضحايا في الشام الذبيح.
في السعودية٬ والبحرين٬ والكويت٬ والعراق٬ وتركيا٬ والأردن٬ وتونس٬ وليبيا٬ والجزائر٬ والمغرب وإندونيسيا٬ وغيرها كثير من بلدان المسلمين. الكثير من القتلى والجرحى والثكلى والأرامل والأيتام من حصاد الإرهاب بنسختيه٬ القاعدية الداعشية٬ والخمينية الحشدية.
نقول ذلك فقط للتعليق على الحديث الأخير الذي أدلى به الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب٬ حول حادثة الدهس الإجرامية الإرهابية التي نفذها مجرم داعشي في برلين قبيل حلول أعياد الميلاد المسيحية.
ترامب قال٬ في بيان مدينًا بشدة اعتداء برلين٬ إن «مدنيين أبرياء قتلوا في الشوارع بينما كانوا يستعدون لعيد الميلاد. إن تنظيم داعش وإرهابيين إسلاميين آخرين يهاجمون باستمرار المسيحيين في مجتمعاتهم وأماكن عبادتهم٬ وذلك في إطار جهادهم العالمي».
وسائل إعلام كثيرة لخصت الخبر بأن ترامب قالـ«سأسحق الإرهابيين في العالم الذين يقتلون المسيحيين». لكن في تفاصيل كلام الرئيس الأميركي الجديد٬ أن ذلك سيكون بالتعاون مع شركاء أميركا في العالم.
لا ريب أن دولة مثل السعودية أو الأردن هي من الحلفاء الطبيعيين لواشنطن في قضايا الأمن والسياسة والاقتصاد.
الأمر الآخر هو أن العدد الأكبر من ضحايا الإرهاب المتأسلم٬ السني والشيعي٬ هم من أبناء المسلمين. ولا يلغي هذا تصاعد الهجمات الإرهابية على الأوروبيين وبقية الغربيين.
وعليه؛ فلن يكون المنطلق الصحيح لإنجاح المعركة العالمية على الإرهاب المتعولم بدوره٬ إلا بتوسيع قاعدة الحلفاء والشركاء في هذه الحرب.
لا غنى عن المسلمين في ضمان الفوز بهذه الحرب العالمية على الإرهاب؛ أولا دفا ًعا عن سمعة دينهم٬ وثانًيا لأنهم المتضرر الأكبر ماديا من هذه الجرائم.
إنه شر موجه ضد كل الإنسانية٬ ويجب على كل بني الإنسان التحالف ضده٬ وفهم الصورة الحقيقية لهذا الشر٬ بعيًدا عن التوظيف السياسي السريع.