IMLebanon

التجني على دول الخليج  جناية بحق اللبنانيين هنا… وهناك

عذرا منكم دول الخليج، اكرمتمونا واحتضنتمونا فكيف بادلناكم؟…

عذرا منكم بإسم كل لبناني عمل لديكم كمواطن وليس كوافد.

بنينا معكم بلدانكم، وبنينا بفضلكم بلدنا…

نأسف منكم ونعتذر منكم، فإذا كان هناك فريقٌ من اللبنانيين لا يعرف معنى الوفاء فهذا لا يعني ان اللبنانيين غير اوفياء.

***

عذرا منكم، نعرف انه طفح الكيل، ولولا ذلك لَما اتخذتم الاجراء الذي اتخذتموه.

فالذي يهاجم الدول العربية ولا سيما الخليجية منها، لماذا لا يرأف بشريكه اللبناني الذي يعيش في الخليج ويغرف من نِعَم الخليج؟ إذا كان هو مكتفيا في لبنان، فلماذا لا يفكر بشريكه اللبناني الذي لولا له وطن يؤمن العمل الكريم له لَما توجه الى الخليج.

ثم ما هذه الاقوال التي يحاول البعض من خلالها التخفيف من وقع القرار الذي اتخذ؟ هل تُصدقون ان القرار قد اتخذ بسبب عوز المملكة الى المال؟ كيف يكون ذلك فيما المملكة في الوقت الذي اوقفت فيه مساعدة الثلاثة مليارات دولار للبنان، قدَّمت عشرين مليار دولار لمصر؟

فحتى لو وقف اربعةٌ وعشرون وزيرا ضد سياسات دول الخليج من دون مبرر لرئيس الحكومة، يبقى الموقف سهلاً لأن دول الخليج تعرف تحت أي وطأة يقع لبنان، لكن ان يغطي رئيس الحكومة موقف وزير الخارجية، فهذا ما جعل دول الخليج تعتبر انه الموقف القشة التي قصمت ظهر البعير. لماذا لم يقف ليقول: ان الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية لا يمثل موقف لبنان الرسمي، لو اتخذ هذا الموقف لكان الأمر هان، اما ان يتبنى ما اتخذه وزير الخارجية فهذا ليس خطأ فحسب بل خطيئة ديبلوماسية.

***

هل يعلم المتحاملون ان المال السياحي توقف والمال السياسي توقف ومال الاستثمارات توقف ولم يبق سوى المال الخليجي الذي يضخه لبنانيو الخليج الى وطنهم، فهل تريدون ان يتوقف؟

تصوروا ان مطار بيروت بعد فترة سيعج بالعائدين من دول الخليج بسبب سياسة الحكومة اللبنانية والديبلوماسية اللبنانية، فكيف سيكون عليه موقف المتحاملين اللبنانيين؟ هل سيتولون مهمة ايجاد عمل لنصف مليون لبناني يعملون في الخليج؟ ماذا لو بدأ النزوح اللبناني من الخليج الى لبنان، فماذا سيفعل المتحاملون؟ هل سيقولون كما قالوا يوما: لو كنت أعرف؟

في مطلق الاحوال، ومن المؤسف القول ان ما كُتب قد كُتب وان القرار قد اتخذ، والخشية ان الخط الجوي الخليج بيروت سيكون شغالا أكثر من بيروت الخليج لأن اللبنانيين في تلك الدول سيدفعون ثمن تحامل البعض على دول الخليج.

***

ماذا ينفع السباب لدول الخليج؟ ماذا يُقدم للبنان وللمقيمين وللمغتربين؟ هل فكر العدائيون في خط الرجعة؟ هل فكروا في مصالح اللبنانيين؟ هل فات الاوان؟ يُخشى انه لم يعد بالإمكان القيام بشيء، وعندها سيكون الإنهيار الحقيقي.

***

ان المسؤولية تقع بالدرجة الاولى على السياسيين وعلى المسؤولين، اما كيف ذلك؟

سنقولها بالفم الملآن:

في لبنان لاجئون هُم اخواننا الفلسطينيون، وعددهم يبلغ النصف مليون.

وفي لبنان نازحون هُم السوريون، وعددهم يبلغ مليون ونصف المليون.

والى لبنان سيصل من سيصبحون عاطلين عن العمل لأنهم سيتركون اعمالهم في الخليج، وهؤلاء لبنانيون ويصل عددهم الى نصف مليون.

هل في ذهن المتحاملين على دول الخليج كيف سيوفرون العمل لنصف مليون مُبعد من الخليج؟ هل يكون ايجاد العمل برفع العداء؟

مجددا، يا اشقاءنا الخليجيين اعذروننا انهم لا يدرون الى ماذا سيؤدي كلامهم.

يا اشقاءنا العاملين في الخليج، حين تعودون الى لبنان، توجهوا الى بيوت من ارجعكم، وطالبوهم بما حُرمتم منه بسببهم.