واهمٌ أي فريق سياسي يظن أنّه يستطيع أن ينتصر على الفريق الآخر، لسبب بسيط جداً هو أنّ لبنان منذ نيله الاستقلال في العام 1943 والتوافق على ميثاقه بين الرئيس بشارة الخوري الرئيس الزعيم رياض الصلح بطلَي الاستقلال الذي كان ولد من رحم التوافق بين زعيم المسيحيين وزعي م المسلمين يومذاك».
التاريخ يعيد نفسه اليوم إذ انّ الاتفاق الذي جرى بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري هو اتفاق بين المسيحيين وبين المسلمين.
قد يظن البعض أو يحاول آخر أن يقول إنّ فريقاً رضخ للفريق الآخر وانّ الفريق الذي طرح الجنرال ميشال عون منذ سنتين ونصف السنة قد حقق انتصاراً.
نقول لذلك الفريق إنّ الذي انتصر هو الإجماع المسيحي عندما اتفق الزعيمان الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع على أن يرشح الأخير الجنرال، وفي تلك اللحظة لم يعد هناك طريق الى الرئاسة إلاّ طريق الجنرال عون.
والجدير ذكره أنّ ذلك الترشيح جاء بعدما رشح الرئيس سعد الحريري الوزير سليمان فرنجية… وكما يقولون «رُبّ ضارة نافعة»، إذ كما هو معلوم أنّ ترشيح الرئيس الحريري الوزير فرنجية ربما كان الدافع الذي جمع بين الجنرال والدكتور وكم تمنينا أن يكون ذلك منذ زمن بعيد، لكنا وفرنا الوقت الثمين…
يا جماعة لغاية اليوم لا أعلم كيف تحمّل الشعب اللبناني أن يبقى من دون رئيس ولا أعلم أيضاً كيف مرّت الأيام…؟ وأتذكر أيضاً كم وكم من النداءات التي وجهها غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وهو يردّد ويطلب من جميع المسؤولين أن يذهبوا الى انتخاب رئيس وأنه لا يعقل أن لا يكون رئيس للجمهورية في لبنان.
لذلك، فالمنتصر في لبنان اليوم هو الشعب اللبناني كله لأنه ليس مقبولاً أن يكون لبنان، هذا البلد المميّز في العالم العربي والفريد بتنوّعه وكونه الوحيد في العالم العربي والعالم عموماً، من دون رئيس، بالرغم من اعتماده النظام الديموقراطي.
كذلك الشعارات التي تطرح هنا وهناك، يطرحها هذا الفريق أو ذاك ليست دقيقة ولا واقعية لأنّ الحقيقة أنّ الذي انتصر يوم الخميس هو الشعب اللبناني، والذي انهزم هم أعداء لبنان الذين لا يريدون الخير لهذا الوطن الجميل.
كلمة أخيرة، بالنسبة لما طرحه وزير خارجية أميركا بأنه «ليس متأكداً من نتائج دعم الحريري الجنرال عون» ولكنه يأمل «بإجراء الانتخابات الرئاسية»… وبالنسبة لما سارع البعض الى التمسّك بهذا الكلام وتركيب الأمنيات عليه! لهؤلاء نقول إنّه في هذا الاستحقاق، وكما ذكرنا سابقاً، انّها المرة الثانية التي يحصل فيها اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية من دون تدخل أميركي أو غير أميركي، هذا الاتفاق حصل بين الرئيس سعد الحريري والجنرال ميشال عون فقط لا غير.
لذلك فإننا سنسمع الكثير من الكلام، إذ ان البعض سيقول إنّ أميركا لا تقبل وإيران لن تقبل وسوريا ترفض أن يكون الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، لهؤلاء نقول: انتظروا وسوف ترون أنكم مخطئون، لأنّ الجنرال ميشال عون ليس الشخص الذي يرضخ للضغوط وأنّ الرئيس سعد الحريري كما قال لنا إنه يثق ثقة كبيرة بالجنرال وأنه نادم لأنه لم يتعاون معه منذ العام 2005…
عوني الكعكي