IMLebanon

الانتصار في القلمون = رئيس قوي

الطبع لدى الجنرال ميشال عون غلب التطبع. فالرجل الثمانيني يخوض معاركه بحماسة شبابية. لا يهدأ ولا يستكين. منذ دخوله المعترك السياسي في نهاية الثمانينات وهو يقاتل على كافة الجبهات .اللبنانيون انقسموا في ارائهم حيال المعارك المستدامة للجنرال الذي لا يكل ولا يمل. بعضهم يصفها بالدونكيشوتية لا أفق لها. فيما الآخرون يؤكدون أن معارك الجنرال هي ضرورة لإحياء المؤسسات التي لفها الصدأ والتمديد والتقاسم النفعي بين شركاء مساهمين في شركة محدودة المنتفعين.

الجنرال الذي فتح أمام أنصاره معركة «الأقدام» يدرك تماماً الأوقات الحرجة الإقليمية وهي عادة تفرض على اللاعبين المحليين ايقاعا مدروسا لا يخرج عن الإنضباط العام الموضوع بعناية في منطقة الشرق الأوسط .فالرابية على مر السنوات باتت خبيرة بالخطوط الحمراء وتعرف جيدا متطلبات المرحلة واحراجاتها للحلفاء الأساسي. لذا لن يكرر الجنرال خطأ فرط حكومة الرئيس سعد الحريري كما حصل في السابق. ففي تلك الحقبة تجرأ العماد عون عبر تطيير حكومة الدوحة المدعومة دوليا واقليميا .لكن لاحقاً اكتشف أن حكومة الخلف كانت مشلولة عاجزة عن فعل أي شيء رغم الحصة الوزارية المترامية للجنرال التي بلغت عشرة وزراء. واليوم يعرف جيدا ان حكومة الرئيس تمام سلام باقية باقية بفعل التفاهمات الإقليمية بانتظار التسويات الكبرى في الملفات المتعددة. وعليه فإن العماد عون عرف وأدرك وأبلغ أن المس بحكومة سلام من المحرمات .لذا لجأ إلى الاعتراض المسموح به دوليا واقليميا وهي التظاهرات الشعبية لكن بعيار شعبي مدروس.

مصدر في «التيار الوطني الحر» اكد ان موضوع الحماس والغيرة على الحكومة وعدم تعطيل سير اعمالها ليس من باب الحرص على شؤون المواطنين بل حرصاً على تسيير ملفاتهم الخاصة طبقاً للمثل القائل «متل ما بدو الفاخوري بيركب دينة الجرة»، لكن هذه الامور لن يسمح بها التيار حتى ولو كلفته «خراب البصرة»، فليس هناك من بند يطرح على جلسة مجلس الوزراء الا بموافقة سهيل البوجي الذي بلغ سن التقاعد واعيد تعيينه.

ويطرح المصدر السؤال لماذا الاستهتار في البلد هل لان «حزب الله» يسجل انتصارات في القلمون لذا علينا ان ندفع ثمن هزيمة المعارضة السورية وهل لان السعودية حصدت الخيبات في اليمن وسوريا، هذا الامر لن نسمح به وخصوصاً على الصعيد المسيحي، لماذا تحصل التعيينات على صعيد المسلمين ولا تحصل على الصعيد المسيحي؟ وخصوصاً على صعيد قيادة الجيش؟

ويضيف المصدر انهم يتذرعون بتمسك الجنرال بالعميد شامل روكز كمرشح لقيادة الجيش، وهذا الامر غير صحيح فهناك اسماء كثيرة طرحت ومنها العمداء جورج نادر ومارون حتي وغابي شمعون , ولكنهم لا يرغبون ذلك بل لا يريدون وهم ينتظرون ان تمر الايام لكي يحال خيرة الضباط الى التقاعد ويحل ايلول ولا يبقى حل سوى التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي او الاتيان بآخر لا لون ولا طعم له لان المطلوب ابقاؤه منافساً للعماد عون في رئاسة الجمورية فالقرار الاول بتمديد خدمة العماد قهوجي كان لقطع الطريق على تعيين قائد جيش جديد وافراغ المجلس العسكري والتخلص من خيرة الضباط بارسالهم للتقاعد والثاني هو للتمترس وراء العماد قهوجي لقطع الطريق على وصول عون للرئاسة.

وتابع المصدر ان اردنا التسوية لن تحصل الا عبر مؤتمر تأسيسي ننتزع فيه حقوقنا، لانه اذا ربحت معركة القلمون سيتغير الجوالسياسي في البلد ولن يأتي رئيس تسوية تبعاً لموازين القوى الجديدة بل سيكون رئيساً قوياً ترجمة لانتصار القلمون والهزيمة العسكرية والسياسية لتيار المستقبل وملحقاته، اضافة الى ان المشكلة ليست في الاسماء انما في طريقة التسمية والالية والتعاطي مع المراكز الاولى للمسيحيين وهو عكس ما يحصل مع المسلمين، فنحن كفريق مسيحي لسنا ضعفاء ولدينا احلاف قوية، والجميع يعلم و«حزب الله» ابلغ النائب وليد جنبلاط ان الجنرال هو من يمسك بالملف الرئاسي الان كون الحزب يعالج ملف القلمون، وهذا الامر دفع النائب جنبلاط الى الشعور بان الامر بات حساساً جداً، واشار المصدر الى ان ما يقوم به تيار المستقبل منذ 2005 هو ترجمة عملية لما اراده واضعوا اتفاق الطائف اي ما اورده الحريري امام وزير الخارجية السوري قبيل مقتله من انهم قبلوا بالمناصفة شرط ان يسمي السنة نصف النواب المسيحيين. ربما كان هذا يوم كانت القيادات المسيحية الفعلية مغيبة اما الان وبعد تبدل موازين القوى فلن نسمح لاي طرف ان يمن علينا او يصادر قرارنا حتى ولو كلف ذلك «خراب البصرة» لان الخراب واقع واقع حالياً ونحن نرى بان نهاية المسيحيين هي ببقائهم تحت رحمة باقي المكونات بدون قرار وكاهل ذمة.