IMLebanon

الانتصار على الارهاب!

لماذا هذا اليوم، هو يوم النصر على الارهاب، أو يوم الانتصار على الخوف.

لا أحد يدرك معنى الانتصار على الارهاب، إلاّ الشعوب التي رضخت فترة، للارهاب، ثم عادت وتحررت منه، واستكانت الى المصير الأبيض، بعد الحقبات السود.

لا احد يدرك أيضا، معنى الحرية، أكثر من الذي عرف طعم الغبطة، بعدما ضاق ذرعا بنكهة الحزن، كما عرفها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وكما استطابها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمتّع بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

طبعا، ليس مطلوبا، أن يكون للثلاثة رواية واحدة في معظم الأمور.

وليس أن يكون لهم رأي واحد، في معظم الأمور، بل ان التنوّع هو الضمانة الأساسية لضمور التحجّر وشيوع المعارف في بلد لا يعرف اليأس، وهو يخوض معارك الحياة في وطن مكتوب عليه، مواجهة المصاعب.

والوطن، الذي لا يواجه المكاره، وينتصر عليها، ليس وطن التنوع وبلد الانتشار الحقيقي للمعارف، لا للمكاره.

كان العلاّمة الدكتور فيليب سالم، يشيد، في الولايات المتحدة الأميركية، بما يصيبه من مغامرة، ان رجلا من بلاده، ومن قريته بطرّام في الكورة، كان المحرك الأساسي وراء اعلان أهمية التنوّع، وحمل رايته الى العالم كله.

كان الدكتور فيليب سالم، يقول إنه لولا رجل كبير اسمه شارل مالك، لما صنّفوه بين الرجال العظام، واعتبروه أحد الفلاسفة الكبار الذين تكلموا على عظمة الانسان وحريته الكيانيّة، مع الاعتراف بأهمية حقوق الفرد من العالم.

وشارل مالك واحد من أربعة عظام من فرنسا وكندا والصين ولبنان، أكدوا ان ليس حقوق تقوى، اذا لم ينتصر حق المواطن في تأمين الرعاية الصحية والطبابة، والقول بحرية ان لكل مواطن الحق في ابداء رأيه بحرية.

وهذا هو بداية حقوق الانسان في الحرية لا نهايته.

طبعا، لا مجال لأي انسان، إلاّ أن يفرح بعودة حقوقه اليه.

في احدى الحقبات الصعبة، هيمنت الغشاوة على رجالات الفكر، ولا سيما ساعة راح جماعة داعش وأبناء أعمامها أهل النصرة يبسطون آراءهم، بقوة السواطير والمدي، على المواطنين، من دون أي رادع، مما جعل العالم بلا ارادة، ويمعن، في العداء للناس بلا هوادة.

هل الذين خاضوا معارك العداء للناس، منذ سبعة عشر عاما على الأقل، هم من يشهرون، أسلحتهم على عالم لا يعترف، ولن يعترف بما يصدر عنهم من تصرفات.

كان المفكر طه حسين، عميدا للأدب العربي، ووزيرا للمعارف في جمهورية مصر العربية، لكنه ولا مرّة خالجه فخر بالمنصب الوزاري، بل دأب على اغتراف الآداب والمعارف، وعلى المطالعة والقراءة ولو كان هذا الكلام الآن، غير ما ينطبق عليه تكنولوجيا الفكر الحديث، في العالم الحديث.

ولا مجال للاسترسال في هذه الأفكار، ما دامت الآلة الحديد تهيمن على هذا العالم الحديث.

ولبنان اليوم الخارج من حرب دولية مشهرة عليه، سواء في بيداء النصرة أو أمام جحيم داعش يتجه الى قطاف النصر على عالم الارهاب. فان اللبنانيين جميعا معنيّون بالنصر على جماعة الارهاب، من دون خوف أو تردد، في ان الانتصار على هذه الآفاق، هو الانتصار الذي بشّر به الدكتور شارل مالك، عندما رفع قبل أكثر من خمسين عاما، شرعة حقوق الانسان ويسعى العالم فيليب سالم، وهو ماض في ترويضه مرض السرطان الى جعل الحرية ارادة بشرية، لا مجرد شعار في كتاب، أو في رسالة انسانية.